اكتشاف أطلال مدرسة مصارعين رومانية في شرق النمسا

مساحتها أكبر من رقعة الكوليزيوم

TT

الفرحة لا تسع سلطات شؤون الآثار في النمسا، لا سيما في إقليم النمسا السفلى بشرق البلاد، حيث أعلن عن اكتشاف موقع أطلال رومانية غير مسبوقة لمدرسة مصارعين بمساحة 1.1 هكتار. وهذا يعني أنها أكبر مساحة من مبنى الكوليزيوم الشهير في العاصمة الإيطالية، روما، كما تفوق هيكل لودوس ماغنوس - أيضا في روما - الذي يجسم مدرسة مصارعين، بما ظهر منها من تفاصيل أكثر دقة ومن أبعاد أكثر اكتمالا.

كان فريق من الخبراء قد تمكن بواسطة صور التقطت بأجهزة رادار من تحديد أجزاء من ثكنة عسكرية لمدينة رومانية يعتقد أنها كانت مركزا تجاريا ازدهر قبل 1700 سنة، يقع كرابط بين حدود الإمبراطورية التي امتدت ما بين آسيا وأوروبا وسطا وشمالا. وتشير صور الأطلال التي يعكف الباحثون على دراستها دراسة متأنية ودقيقة، مستخدمين أحدث الوسائل التقنية، إلى أنها أشبه بمجمع متكامل يحيط به جدار سميك يضم 40 خلية أو زنزانة صغيرة للمقاتلين، بالإضافة إلى منطقة تدريب تتوسطها ما يشبه معلقات خشبية، يظن أنها قد استخدمت من قبل المصارعين في هيئة العدو الذي يفترض أن يتغلبوا عليه ويصرعوه.

كذلك ظهرت معالم منطقة استحمام، بينما حدد الخبراء خارج الأسوار ما يعتقدون أنه مقابر للذين قتلوا خلال التمارين القاسية التي كان يخضع المصارعون لها تمهيدا لمنازلة وحوش كاسرة أمام متفرجين كانوا متعطشين لرؤية الدماء.

إلى ذلك، وفي حين لم يعلن بعد عن موعد لبدء الحفريات في الموقع الذي لا يبعد عن فيينا بأكثر من 45 كلم، أفاد الخبراء بأنهم يحتاجون إلى وضع خطة عمل لعمليات الحفر بطريقة تحافظ على هذا الأثر القيم كاملا، مشيرين إلى أن ما ظهر منه حتى الآن لا يمثل منه غير 1 في المائة فقط، مع أن حفريات مشابهة بدأت قرابة عام 1870.