الإفراج عن شخص اتهم بالاعتداء على ابنتيه في النمسا بعد تحولها لقضية رأي عام

TT

بعد أن تم إطلاق سراح الأب النمساوي، 80 عاما، الذي ألقي القبض عليه بتاريخ 25 أغسطس (آب) الماضي بتهمة اعتدائه على محارم، بعد تغيير ابنتيه 53 و45 عاما، لأقوالهما التي كانتا قد أكدتا فيها أن والدهما ظل يعتدي عليهما لمدة 41 عاما، تحول الأمر لقضية رأي عام متشابكة تدلي فيها أطراف مختلف بدلوها، ولا تزال، وذلك فيما يبدو لحساسيتها، وخشية من أن تتكرر مثل هذه الاتهامات دون سند قوي غير خوف النمساويين مما يصفونه بـ«لعنة فريتزل»، ذلك الأب الذي ثبتت عليه تهمة الاعتداء على ابنته لمدة 24 عاما متواصلة، بالإضافة لهاجس قضية ناتاشا كامبوش التي اختطفها رجل وهي طفلة لم يتجاوز عمرها الـ8 سنوات وظلت حبيسة منزله لمدة 10 أعوام كاملة لحين تمكنت من الفرار كاشفة عن حقائق هزت العالم. وفيما تشدد مصادر على ضرورة مساءلة سلطات الشرطة، وفي مقدمتها القائد بمنطقة بروناو الذي سارع قبل البدء في التحقيقات بالتصريح لوسائل الإعلام، أنه يصدق دعوى الفتاتين، رغم ما ذكرته بيانات الشرطة من إصابتيهما بإعاقة عقلية، تتساءل جهات أخرى عن حقيقة نوعية تلك الإصابة، خاصة وقد ذكر لاحقا أنها ليس بذات أهمية في حالة الابنة الكبرى، وأنها بنسبة أسوأ قليلا في حالة الابنة الأصغر ولم تغفل جهات متابعة التطرق لاحتمال أن تواجه البنتان تهمتي الكذب وتشويه السمعة وعدم تقديم المساعدة للأب الذي ظل ملقى على الأرض لمدة يومين كاملين لحين أن خشيت إحداهما أن يموت فهاتفت من ساعده ونادى الشرطة. هذا وتتوالى الأسئلة لماذا حدث ما حدث؟ ولمصلحة من؟ وكيفية الحماية من حوادث مشابهة؟ وكيفية ألا تؤثر تفاصيل هذا الحادث على ما قد يحدث حقيقة؟

في سياق مواز، تتساءل أطراف عن دور وسائل الإعلام التي سارعت لنقل رواية البنتين وإجراء مقارنات وتشبيه بين هذا الأب والأب جوزيف فريتزل وخاطف كامبوش وكتابة عناوين بالخط العريض تتهم الرجل بأنه وحش بشري جديد كما لم تتحسب وسائل إعلام من تصوير منزله والبحث في خصوصيات حياته رغم أن الاختصاصية الاجتماعية الحكومية التي كانت تزور البنتين بصورة دورية، والتي أنقذته لم تذكره بشر يسند رواية البنتين، ورغم أن القانون يؤكد أن المتهم بريء حتى تثبت إدانته.