كلير شازال تستقبل دومينيك ستروس - كان في نشرتها وسط تساؤلات من أهل المهنة

هل تحاول أشهر مذيعات الأخبار الفرنسيات تلميع صورته

TT

منذ أعلنت القناة الفرنسية الأولى عن ضيف النشرة المسائية لهذا اليوم، الأحد، والفرنسيون ينتظرون المقابلة ليسمعوا، من فم الرجل، ولأول مرة، تفاصيل القضية التي شغلتهم طوال الصيف المنصرم وكانت مقررة عليهم في الصحف ونشرات الأخبار.

مقدمة النشرة هي الصحافية القديرة واللامعة كلير شازال، أما الضيف فليس سوى المدير السابق لصندوق النقد الدولي، دومينيك ستروس - كان، الذي أسقط عنه النائب العام في نيويورك، قبل أسبوعين، تهم الاعتداء الجنسي على عاملة أفريقية في فندق. وكان أول المعترضين على المقابلة كينيث تومسون ودوغلاس وغدور، محاميا نفيساتو ديالو، العاملة التي اتهمت الموظف الفرنسي الرفيع بمهاجمتها واغتصابها في غرفته بفندق «سوفيتيل» في نيويورك، يوم 14 مايو (أيار) الماضي.

فالمحاميان أصدرا بيانا ينددان فيه بالمقابلة التلفزيونية المقررة للمتهم الذي ما زال مطلوبا لمحكمة جنائية في دعوى خاصة من موكلتهما. وطوال نهار أمس، نقلت الصحف الأُوروبية والمواقع الإلكترونية آراء لمراسلين أجانب في باريس، ولمهتمين بالوسط الإعلامي، يناقشون فيها الجانب المهني من استقبال ستروس - كان، في نشرة القناة الأُولى، ومنحه فرصة الدفاع عن نفسه في قضية لم تكتمل فصولها بعد. ففي حين رأى بعضهم أن من الطبيعي أن يكون الفرنسيون متشوقين لسماعه، اعتبر الصحافي الإسباني خوان بيدرو كونينيرو أن الصحافة الفرنسية كانت رؤوفة بستروس - كان. أما محررو الصحف الأميركية فقد توقعوا ألا تحمل المقابلة كشوفا مهمة لأن الضيف سيكون متحفظا ومتمسكا بإخفاء الجانب الغامض من شخصيته.

هذا وكان المتهم قد مثل أمام النيابة، في باريس، قبل يومين، للرد على اتهام في قضية تقدمت بها كاتبة فرنسية شابة تدعى تريستان بانون، تتهمه فيها بالهجوم عليها «مثل الغوريلا»، ومحاولة اغتصابها، بينما كانت تجري مقابلة معه لكتاب تنوي تأليفه. وقد نشرت مجلة «الأكسبرس» في عددها الأخير تسريبات من استجواب ستروس - كان أمام النيابة، جاء فيها أنه اعترف بأنه تقرب من الكاتبة التي كانت، وقت الحادث، في الحادية والعشرين من عمرها، وحاول تقبيلها، لا أكثر.

ستروس - كان، رفض الحديث للصحافة بعد عودته من الولايات المتحدة إلى باريس، ووعد بأن يتكلم عندما تأتي المناسبة. وها هي شازال، الصديقة القديمة لزوجته آن سنكلير وزميلتها عندما كانت، هذه الأخيرة، تقدم أنجح برنامج سياسي أُسبوعي من القناة الأُولى، تفوز بالسبق الذي سعى وراءه كثيرون، مثيرة زوبعة من الغضب والاستنكار في أوساط الجمعيات المدافعة عن حقوق المرأة.

أين المشكلة؟ إنها تكمن، حسب خبراء الإعلام والساهرين على نزاهته، في نوع الأسئلة التي ستوجهها المذيعة الشقراء إلى «الوحش السياسي» الذي كان من أقوى المرشحين للفوز برئاسة فرنسا في الانتخابات المقبلة، قبل أن تقصم قشة نفيساتو ظهره.