«إخفاء» أسرة أرمينية في وسط فرنسا لمنع ترحيلها عن البلاد

TT

بعدما كان من المقرر ترحيل أفرادها عن الأراضي الفرنسية، خلال اليومين الماضيين، لعدم حيازتهم رخصة للإقامة، «تبخرت» أسرة أرمينية وغابت عن الأنظار من بيتها في بلدة شاتورو، بوسط فرنسا. وكشفت ناطقة باسم «الرابطة الفرنسية لحقوق الإنسان» عن أن جمعيات تدافع عن حقوق المهاجرين تولت إخفاء أسرة غيفورغيان للحيلولة دون تسفيرها إلى أرمينيا.

كان دانيال غيفورغيان وزوجته مانيا، اللذان يقدمان نفسيهما كناشطين في المعارضة ضد رئيس أرمينيا، سيرج سركيسيان، قد وصلا إلى فرنسا قبل سنتين، وقدما طلبا للحصول على حق اللجوء السياسي. وفي فرنسا أنجبت مانيا توأمين يبلغان اليوم سنة من العمر. وعلى الرغم من تأكيدات الزوجين أن حياتهما معرضة للخطر في بلدهما الأصلي، فإن السلطات الفرنسية ردت طلب اللجوء بحجة أن «أرمينيا مسجلة على لائحة الدول الآمنة». واستنفد الزوجان كل إمكانات استئناف قرار الرفض، دون جدوى. وكان الحل الأخير هو الاستعانة بالجمعيات الإنسانية المحلية، ومنها شبكة «تعليم من دون حدود». وبالفعل، تجمع عدد من الناشطين أمام مبنى البلدية في «شاتورو»، صباح الأربعاء الماضي، لمنع رجال الشرطة من اقتياد أفراد الأسرة إلى المطار. وبعد ذلك جرى إخفاء الزوجين وطفليهما في مكان مجهول، داخل البلدة، على أمل أن تؤتي الحملة المعارضة لترحيلهم ثمارها.

هذا، ويطالب المتضامنون مع الزوجين غيفورغيان وطفليهما بمنحهم رخصة للإقامة؛ لأن الأسرة «اندمجت بشكل كامل» في المجتمع الفرنسي. وقالت الناطقة باسم رابطة حقوق الإنسان: إن هذه ثالث حالة «إخفاء» لأسرة مهاجرة في المنطقة، على أيدي ناشطين، منذ بداية الصيف الحالي. وأضافت أن الرابطة كانت تنجح سابقا في الحصول على تمديد أو مماطلة من مركز الشرطة في تنفيذ قرارات الطرد خارج البلاد، لكن هذه المرة الأولى التي يتلقى فيها أفراد الشرطة أوامر مشددة بانتزاع أسرة، بالقوة، ونقلها إلى موقع التسفير.