الألمان يصدقون «صابون تقليل الوزن» والدهن الخافض للسكر

الإنترنت تسهم في انتشار العقاقير والمستحضرات الوهمية

TT

منذ انتشار الصيدلة على الإنترنت في العقدين الماضيين، وبالتالي انعدام الرقابة الصحية المباشرة على هذا النوع من العلاج، تتكشف يوميا المزيد من العقاقير والمستحضرات الوهمية.

آخر هذه البدع العجائبية، المقبلة من آخر العالم، هو صابون الحمية، الذي يقلل الوزن، المقبل من جبل أوليمب في اليونان، ومجموعة الفيتامينات المضادة للأمراض السرطانية من الصين، والدهن السحري الخافض لمستوى السكر في الدم من غابات الأمازون.

المشكلة هي أن الصيادلة الألمان يحذرون دائما من هذه الأدوية والمستحضرات الكاذبة، إلا أن المواطنين يميلون إلى تصديق الدجالين وتكذيب الأطباء. والأدهى من ذلك أن البعض صار يكذب نفسه أيضا وهو يلاحظ نتائج الفحص المختبري ويكتشف أن الدهن السحري لم ينقذه من نوبات ارتفاع السكر في الدم.

الصيدلي الدكتور توماس راشه (59 سنة) من دسلدورف، عاصمة ولاية الراين الشمالي فيستفاليا، قال إنه صار يتلقى شتائم ورسائل تهديد من الزبائن، لأنه حذر على صفحة الصيدلية الإلكترونية من هذه المستحضرات العجيبة. ويضيف أنه حضر بنفسه لقاء يروج للفيتامينات المضادة للسرطان، لكنه تلقى الشتائم من الحضور؛ لا من المروجين، لأنه شكك في قيمة هذه الفيتامينات.

سيدتان ألمانيتان زارتاه في الصيدلية، ومعهما قصاصة جريدة يونانية فيها خبر صابون الحمية «سليم سوب» Slim Soap)) وطلبتا دزينتين من هذا الصابون. وعبرت السيدتان عن قناعتهما، على الرغم من محاولاته المضادة، بإمكانية غسل عدة كيلوغرامات شهريا من على الجلد باستخدام صابون الرشاقة.

الملاحظة الصيدلانية الأخرى هي أن معظم مستخدمي هذه المستحضرات يحاولون إبقاء قناعاتهم سرا، خشية من سخرية الآخرين، في حين أن مروجي هذه المستحضرات لا يخشون شيئا.

والدكتور راشه يحذر الجميع لأن هذه المستحضرات مرفقة دائما بكتيبات صغيرة محملة بالمعطيات العمومية التي لا يمكن إثباتها، مثل أنها دائما من منبع غريب، مثل أقصى الشرق، أو أعمق أعماق مناطق الأمازون، أنها تنفع حينما تفشل كل الأدوية في العالم، أن مفعولها تثبته الكثير من الدراسات العالمية (دون إشارة إلى هذه الدراسات)، أنها ذات مفعول شامل، أنها غالية جدا لأنها مصنعة من قبل معاهد صغيرة، أن الملايين يستخدمونها منذ سنوات وثبت أنها خالية من الأعراض الجانبية، وأن الانقطاع عنها سينفي كل النتائج المتحققة.