شيء مثير للغضب أن يفقد الإنسان بيته، الذي ناضل عقودا من أجل بنائه، بسبب بطالة مفاجئة وتراكم الديون. مثل هذا الغضب جعل ألمانيّا يفضل تقطيع بيته بالمنشار بدلا من تركه للبنوك كي تصادره.
مصادر الشرطة في توركهايم، بولاية بادن فورتمبيرغ (جنوب غربي ألمانيا)، قالت إن الرجل (54 سنة) استخدم منشارا كهربائيا ضخما في تحطيم البيت. وجاءت «اللوثة» التي أصابت الرجل بعد تلقيه رسالة من المحكمة تخطره بمصادرة البيت بسبب عجزه عن دفع أقساط البناء، ونتيجة تراكم الديون عليه.
شاهد عيان من الجيران قال إن الرجل هاجم بالمنشار أشجار الحديقة وكذلك أشجار الياس والشجيرات التي تشكل السياج، ولقد أزال 20 مترا من أشجار الياس ثم وجه منشاره إلى أشجار الحديقة، ومن ثم توجه إلى المرأب وحطمه، قبل أن يدخل إلى البيت ليعبث بالجدران والسلم. وقال الجار إنه حاول عبثا ثني الرجل عما كان يفعله، لكنه كان يخشى أن ينزلق أحد أطرافه بين أسنان المنشار.
هذا، وألحق الرجل أضرارا بالبيت، تقدر قيمتها بـ10 آلاف يورو، قبل أن يحضر رجال الشرطة لوقفه عند حده، بعدما تلقوا مكالمة من الجار. وحسب مصادر الشرطة، فإن الرجل استسلم حال وصولهم ولم يبد أي مقاومة.
يذكر أن البيت، من الناحية القانونية، لم يعد ملكا للرجل منذ صدور قرار المصادرة من قبل المحكمة. ولذا، فما ألحقه من أضرار في المنزل يعتبر تعديا على أملاك الغير. وبناء عليه، وجهت له النيابة العامة تهمة إلحاق الضرر بأملاك الغير باستخدام جهاز جارح.
ويذكر أنه في توركهايم أيضا، قبل 3 سنوات، فسر أحد الأتراك قرار الطلاق الصادر عن المحكمة على هواه، واستخدم منشارا كهربائيا كبيرا في «تقسيم» الأثاث بالمناصفة مع طليقته حسب قرار المحكمة، وهكذا «قسم» الثلاجة والتلفزيون والسرير والدواليب.. إلخ، بالمنشار إلى حصتين متساويتين.