مقتل طالبة جامعية بالإسكندرية حاولت إصلاح مواسير الصرف الصحي لمسكنها

امتثلت لتعليمات والدها توفيرا لأجرة «السباك»

TT

للوهلة الأولى وتحت ضغوط الحياة الاقتصادية تخيل رجل في مدينة الإسكندرية بمصر أن ابنته، بجسدها النحيل وخبرتها في رياضة الجمباز، يمكنها تسلق مواسير الصرف الصحي في البناية التي يقطنونها، وإصلاح عطل بها، موفرا بذلك نفقة «السباك» الباهظة. لكن المشهد سرعان ما تحول إلى مأساة، عندما لقيت الفتاة، وهي طالبة جامعية حتفها، جراء سقوطها من أعلى العقار أثناء محاولتها إصلاح الماسورة.

قسم شرطة الدخيلة بالإسكندرية كان قد تلقى بلاغا بسقوط الطالبة الجامعية، واسمها شيماء يسري (20 سنة) وهي طالبة بالصف الثالث بكلية التربية بجامعة الإسكندرية، من شرفة مسكنها الكائن بأحد الشوارع المتفرعة من شارع الهانوفيل الرئيسي، حيث قتلت على الفور إثر الارتطام بالأرض.

وتبين من التدقيق في البلاغ الذي أجراه ضباط قسم شرطة الدخيلة أن الطالبة القتيلة كانت تحاول إصلاح مواسير الصرف الصحي الخاصة بشقة أسرتها الكائنة بالدور الثالث بعقار مسكنهم، متسلقة المواسير ومحاولة عمل فتحة بها لتسليك الانغلاق الذي تعرضت له الماسورة. وأن والدها المدعو يسري ياسين (48 سنة) وهو موظف حكومي، هو الذي كلّفها بذلك نظرا لرشاقة جسدها بفضل ممارستها الجمباز منذ الصغر بالإضافة إلى أنها نحيلة مما هيأ له قدرتها على إصلاح الماسورة دون تعرضها للسقوط.

وقال الأب في التحقيقات التي أجرتها نيابة الدخيلة معه، وهو يغالب دموعه، إنه كان يريد توفير ثمن إحضار عامل متخصص في الصرف الصحي (السباك).. لكنه اكتشف أنه دفع أكبر ثمن ممكن أن يدفعه أب ألا وهو حياة ابنته الطالبة الجامعية، التي أفاد بأنها قد وافقته على الفور ودون مناقشة على تنفيذ طلبه. وأمرت النيابة بالتصريح بدفن الجثة وإخلاء سبيل الأب من سراي النيابة.