«اليونيسكو»: أوضاع المواقع التراثية في ليبيا مُرضية.. حتى الآن

محذرة من تكرار ما حدث في العراق والمتحف المصري

TT

أعلنت منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (اليونيسكو) أن المواقع الثقافية والأثرية والتاريخية في ليبيا لم تتضرر أثناء الصراع الذي شهدته ليبيا على مدار الشهور الثمانية الماضية، والذي انتهى بمقتل العقيد معمر القذافي، غير أنها حذرت من خطر نهب هذه المواقع بعد وقف القتال.

فرانشيسكو باندارين، مدير مركز التراث العالمي بالمنظمة، قال في تصريح له أمس، إن وضع المواقع الثقافية والأثرية والتاريخية في ليبيا «مرض بشكل كبير، إذ لم تلحق بها أضرار كبيرة». كما أعلن عن توجه بعثة من «اليونيسكو» إلى ليبيا «في القريب العاجل للوقوف على وضع مواقعها الثقافية بشكل مباشر». ثم أشار إلى أن «اليونيسكو» سلمت حلف شمال الأطلسي (ناتو) ملفا يتضمن خرائط جغرافية لهذه المواقع لكي تتحاشى استهدافها خلال هجماتها على كتائب القذافي في ليبيا.

في المقابل، قال باندارين، إن «مرحلة ما بعد الصراع تكون هي الأخطر بالنسبة للثروات الثقافية والأثرية والتاريخية، تماما كما كان الوضع في العراق، وأيضا في أفغانستان، وآخرها ما تعرض له المتحف المصري في القاهرة من اعتداءات أثناء ثورة (25 يناير)». وحذر من وجود كميات كبيرة من الأسلحة في أيدي المواطنين الليبيين، بجانب انتشار الكثير من الجماعات المسلحة ووجود حالة اضطراب في البلاد، وفي هذه الظروف تكثر عمليات النهب. وأضاف أن «اليونيسكو» بصدد فتح تحقيق بالتعاون مع منظمة الشرطة الدولية (الإنتربول)، بشأن «اختفاء (ثروة بنغازي) التي تتضمن الآلاف من العملات الذهبية والفضية والبرونزية القديمة التي كانت موجودة في بنك بنغازي، بشرق البلاد، منذ عام 1961». هذا، وتتضمن المواقع الليبية المدرجة في «قائمة (اليونيسكو) للتراث العالمي مواقع فينيقية وإغريقية ورومانية مهمة جدا، هي: موقع شحات (كايريني) الأثري في الجبل الأخضر بشرق ليبيا، وموقع (لبدة) قرب مدينة الخمس، شرق طرابلس، وموقع صبراتة إلى الغرب من طرابلس. ويضاف إلى المواقع الثلاثة بلدة جرداية الشهيرة بلقب (لؤلؤة الصحراء) التي تعد واحدة من أقدم المدن الليبية الأثرية، وكهوف جبال أكاكوس الواقعة على الحدود مع منطقة تاسيلي في الجزائر، ومدينة غدامس الصحراوية القديمة».