استفاد فينس كيبل، وزير شؤون الأعمال في بريطانيا، من عامل حسن الظن بسلامة نيته، فحسم نصف قيمة الغرامة المالية المستحقة عليه، وذلك في أعقاب اعترافه طوعا بأنه فاته دفع مبلغ 25 ألف جنيه إسترليني متوجب عليه كضريبة قيمة مضافة (فات).
الوزير، المفترض أنه ضابط إيقاع قطاع الأعمال ورقيبه الأول، نقلت عنه الصحف البريطانية أمس، وبينها «الديلي تلغراف»، إعرابه عن «خجله» من أنه لم يدفع المبلغ الضريبي المتوجب عليه، والذي كان مستحقا عن عائدات نشاطه الإعلامي وخطبه في حفلات عشاء كبرى، والتي قدر دخله منها بنحو 192 ألف جنيه. غير أن كيبل، وهو عضو في حزب الديمقراطيين الأحرار الشريك الأصغر في حكومة يمين الوسط الائتلافية الحالية مع حزب المحافظين، أكد أن ما حصل ناجم عن «السهو والغلط»، لا سيما أن الكتاب الذي سبق له أن ألفه عن الأزمة الاقتصادية العالمية شق طريقه في بريطانيا إلى قائمة الكتب الأكثر مبيعا، وجنى منه دخلا طيبا.
من ناحية أخرى، وفي حين أكدت مصادر رئاسة الحكومة في «10 داونينغ ستريت»، أن رئيس الوزراء ديفيد كاميرون لديه «ثقة كاملة» في الوزير كيبل، فإن منتقدي وزير شؤون الأعمال، وهو خبير اقتصادي تخرج في جامعة كمبريدج وحصل على الدكتوراه في جامعة غلاسغو، أشاروا إلى أن المفارقة الفظيعة في حالة الوزير أنه في الأساس بنى سمعته السياسية الطيبة على محاربة «التحاشي» الضريبي والتهرب من دفع الضرائب، وبالتالي فإن ما فعله - حسب أحد ساسة حزب العمال المعارض - ينطوي على قدر كبير من «النفاق». بقي أن نشير إلى أن الغرامة التي سيدفعها كيبل الآن هي 500 جنيه فقط، وهذا المبلغ هو نصف الغرامة العادية المفروضة في مثل هذه الحالات. وبررت إدارة الضرائب والمكوس ذلك بأن الوزير أبلغ طوعا عن الخطأ الذي ارتكبه.