مواجهات بين الشرطة ومتطرفين مسيحيين يعرقلون عرضا مسرحيا في باريس

أسقف باريس ينتقد تصرفهم.. ووزير الثقافة يندد بالاعتداء على حرية التعبير

سيارات الشرطة تطوق مدخل مسرح المدينة في باريس (أ.ف.ب)
TT

إنه مشهد يتكرر منذ أسبوع أمام مسرح المدينة «تياتر دولا فيل» وسط باريس؛ حيث تصطف سيارات فرق مكافحة الشغب لمواجهة متظاهرين يسعون لعرقلة عرض مسرحي يقام هناك. وشارك 1500 متظاهر ينتمون إلى جمعيات مسيحية متطرفة، مساء السبت الماضي، في المواجهات مع الشرطة بهدف التشويش على مسرحية لمخرج إيطالي، مبرمجة للعرض على المسرح التابع لوزارة الثقافة.

المحتجون يعتبرون أن مسرحية المخرج روميو كاستيلوشي تتضمن مساسا بالعقيدة؛ لأنه يُظهر رجلا مسنا يواجه مع ابنه متاعب الشيخوخة، مستخدما، في الديكور، لوحة كبيرة للسيد المسيح رسمها الفنان أنطونيلو دوميسين. وتبدو اللوحة في المشاهد الأخيرة وكأنها انعكاس للمتاعب التي يواجهها البطل. وقد اقتحم المعترضون الصالة، في أول أيام العرض، وهم يهتفون ويرفعون اللافتات، متسببين في ضجة عرقلت سير المسرحية.

وتناولت وسائل الإعلام المحلية الحادث، مستخدمة مصطلحات غير مألوفة سابقا مثل «المتطرفين» و«الأصوليين المسيحيين». كان وزير الثقافة الفرنسي، فريدريك ميتيران، قد أصدر بيانا اعتبر فيه أن محاولات البعض لوقف عرض المسرحية تشكل اعتداء على مبدأ حرية التعبير الذي يكفله القانون الفرنسي. وأضاف الوزير في بيانه أنه يتفهم أن تكون بعض المشاهد «صادمة للبعض»، لكن هذا لا يبرر، بأي شكل، اللجوء إلى أساليب عنيفة مخالفة للديمقراطية، قائلا إن «المسرح هو فضاء لحرية التعبير ولا بد من حماية الحرية».

من جهته، أدان أسقف باريس، الكاردينال أندريه فانتروا، موقف المتظاهرين المحتجين على العرض المسرحي، في تصريح لراديو «نوتردام»، قائلا إنهم يتصرفون باسم الكنيسة الكاثوليكية من دون أن يفوضهم أحد.

كان قاضي الأمور المستعجلة في باريس قد رد، الأسبوع الماضي، طلبا تقدمت به جمعية كاثوليكية متطرفة لمنع عرض المسرحية المقررة على مسرح المدينة. وعلى الرغم من قرار القاضي، نجحت مجموعة من الناشطين في جمعيات دينية متطرفة من وقف العرض في يومه الأول واقتحموا صالة المسرح وهم يهتفون ويرفعون لافتات تندد بـ«المصابين برهاب الخوف» من العقيدة المسيحية.