ما عادت الدراجات الهوائية الحديثة وسيلة تسلية ولياقة بدنية وسفرات قصيرة فحسب، لأن المزود منها بمحرك يمكنه تجاوز سرعة 20 كلم/ ساعة بسهولة. ولذا يمكن أن تسهم في حل مشكلة الزحام والاختناقات على «الطرق السريعة» الخاصة بالسيارات.
في منطقة الرور الصناعية، المعروفة في ألمانيا بمدنها الكبيرة المتلاصقة، تخطط ولاية الراين الشمالي ووستفاليا (20 مليون نسمة) لاستحداث شبكة «طرق سريعة» مخصصة للدراجات الهوائية حلا لمشكلة الزحام والتأخر عن العمل.
وللعلم، بعض هذه المدن لا يبعد عن الآخر أكثر من 7 كلم، وبالتالي، يمكن لشبكة صغيرة من «أوتوبانات الدراجات» أن تجد حلا لملايين العمال والموظفين. فهناك بضعة ملايين من سكان منطقة الصناعة والتعدين (الرور) يعيشون في مدن ويعملون في مدن أخرى قريبة. ويتسبب تنقلهم الدائم بين البيت والعمل في اختناقات شديدة على «الطرق السريعة» الخاصة بالسيارات. ويكفي «طريق سريع» واحد من طول 85 كلم لتخفيف الضغط على مداخل المدن والشوارع.
وزارة النقل الاتحادية مهتمة بدراسة مقترح دائرة النقل في منطقة الرور التي تقترح شق طريق أولي للدراجات الهوائية بين دفيسبورغ وهام (85 كلم). ويفترض أن يمتد هذا الشارع من دفيسبورغ إلى مولهايم (12 كلم)، ثم إلى أيسن (25 كم) وغيلزنكيرشن (31 كلم/ مقر فريق نادي شالكه الكروي) وبوخوم (36 كلم) ودورتموند (56 كلم) وأونا (70 كلم) وصولا إلى مدينة هام. وطبعا، هناك العديد من المدن الأصغر، بين هذه المدن الكبيرة، التي يمكن أن يتفرع الشارع لتغذيتها.
بيتينا سيبولسكي، من وزارة النقل، قالت إن الوزارة مهتمة فعلا بالمشروع، «ومثل هذا الطريق في الرور سيكون، حسب تقدير الخبراء، طريقا يسلكه مليونا إنسان يتنقلون يوميا بين العمل والبيت على الدراجات الهوائية. ومن المتوقع أن يكون الشارع خيارا بيئيا وسريعا للمتنقلين بين المدن على دراجات هوائية عادية (5 كلم) أو دراجات هوائية إلكترونية (15 كلم). وهناك مقترح آخر لربط هانوفر مع فرايبورغ بطريق آخر سريع خاص بالدراجات».
إلا أن أوته ينزن، من جامعة دورتموند التقنية، حذرت من تحول شبكة طرق للدراجات إلى عوائق أمام المشاة والمتجولين في الغابات. واقترحت المهندسة المتخصصة في الطرق شق «الطرق السريعة» المخصصة للدراجات بموازاة خطوط السكك الحديدية.