رواد الفضاء يظهرون في موقف للسيارات بموسكو

بعد 18 شهرا في مهمة للمريخ

الباحث الروسي سحروب كامولوف يغادر الكبسولة بعد انتهاء التجربة التي استغرقت 18 شهرا (أ.ب)
TT

ذكرت مجموعة من 6 رجال قضوا 520 يوما في مجموعة أنابيب من الصلب في موقف انتظار سيارات في قلب العاصمة الروسية موسكو، في إطار تجربة لمحاكاة رحلة إلى كوكب المريخ، أن أكبر مشكلة واجهتهم كانت الشعور بالملل.

وكان من الواضح عليهم الشعور بالسعادة لانتهاء هذه التجربة العلمية الغريبة. وقال واحد من المشاركين، رومين تشارلز، إن الشيء الأساسي للاحتفاظ بسلامة عقولهم هو الانشغال وعدم الاستسلام للملل.

وتجدر الإشارة إلى أن هذا الاختبار الذي أطلق عليه اسم «المريخ 500» كان من تنظيم معهد المشاكل الطبية والبيولوجية في موسكو بالتعاون مع وكالة الفضاء الأوروبية.

والهدف من التجربة هو دراسة تأثير رحلات الفضاء الطويلة على الإنسان استعدادا لرحلة حقيقية إلى كوكب المريخ، على الرغم من عدم توقع ذلك قبل عدة عقود.

وقد جرت التجربة في تسهيلات تدريب على رحلات الفضاء ترجع للسبعينات من القرن الماضي، وهي عبارة عن 3 أنابيب من الصلب تم ربطها معا في موقف انتظار سيارات. وتضم الكبسولات منطقة معيشة وأخرى مخصصة للشؤون الطبية، أما الكبسولة الأخيرة فتضم قاعة للياقة البدنية وصوبة.

وكانت حياة المتطوعين منظمة بطريقة صارمة. فقد تم تخصيص 8 ساعات للنوم و8 ساعات للعمل ومثلها للترويح. وكان الرجال يتناولون نفس قائمة الطعام أسبوعيا، على الرغم من أن بعض الوجبات المفضلة لديهم مثل التونة بالزيت وقوالب الشوكولاته قد نفدت. وكانت معظم الوجبات مكونة من المعكرونة ولحم البقر.

وكان يسمح للمتطوعين بالاتصال بذويهم عبر البريد الإلكتروني، مع إضافة فترة تأخير لمحاكاة بعد المسافة بين الأرض والمريخ. وبالنسبة لفترة الترويح كانوا يتعلمون لغات أجنبية ويشاهدون أقراص فيديو ويلعبون بعض الألعاب الإلكترونية، كما كان يسمح لهم بين الحين والآخر بمشاهدة نشرات أخبار متأخرة. كما تمكنوا من زراعة طماطم وبازلاء وبصل في الصوبة التي قال عنها علماء نفس إنها ذات تأثير مهدئ. كما كانوا يجرون عددا من التجارب العلمية.

إلا أن الكبسولات لم تكن مجهزة لفقدان الجاذبية، كما لم تكن هناك نساء بين المتطوعات منعا للتوتر الجنسي.

وقد اصطف فريق المتطوعين الذي يضم 3 روس، وفرنسيا، وصينيا، وإيطاليا - كولومبيا، أمام سفينة الفضاء المصطنعة، وسط تصفيق العاملين والعلماء.

وقال ديغو أوروبينا المتطوع الإيطالي الكولومبي «إنه لأمر عظيم رؤيتكم مرة أخرى».

وقد بذل المشرفون على التجربة جهدا كبيرا لجعل التجربة أقرب ما يكون إلى الحقيقة. وذكر مسؤولون روس في قطاع الفضاء أنه من المحتمل تكرار التجربة مرة أخرى خلال عامين على متن محطة الفضاء الدولية.