قصة انتحار زوجين في بريطانيا تسلط الضوء على أزمة الفقر المدقع

طلب فتح تحقيق في المأساة العائلية وتقصير الجهات الحكومية

TT

أثار نشر صحيفة «مترو» البريطانية قصة انتحار الزوجين هيلين ومارك مالينز يأسا من الحياة، بعدما سقطا في هوة الفقر المدقع، ردود فعل قوية في الشارع البريطاني.

كانت «مترو» قد نشرت في عددها الصادر أول من أمس الأربعاء أن مارك مالينز، وهو عسكري متقاعد، انتحر مع زوجته هيلين، التي كانت تعاني من صعوبات في التعلم، بعدما تعسرت أوضاعهما المعيشية. وكان الزوج قد ظل بلا عمل طيلة الأشهر السبعة السابقة لانتحاره وزوجته، ثم سُحبت منهما ابنتهما البالغة من العمر 12 سنة ووضعت في بيت للرعاية. وكان على الزوجين البائسين، اللذين كانا يسكنان في منطقة بيدوورث بمحافظة ووريكشاير في غربي وسط إنجلترا، السير على أقدامهم أسبوعيا لمسافة 10 كلم إلى مدينة كوفنتري المجاورة، للحصول على بعض الطعام من مطبخ مجاني يفتح أيام الأحد.

وأورد الموقع الإلكتروني لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) أمس أن كيرفن جوليان، من مبرّة «آنيسيس» الخيرية المسيحية، طالب السلطات المعنية بفتح تحقيق مفصل وشامل في ظروف وفاة الزوجين اللذين عثر على جثتيهما في منزلهما ببلدة بيدوورث، بعدما افتقد جيرانهما رؤيتهما لعدة أسابيع. وناشد جوليان السلطات في طلبه ضرورة الكشف عن خلفيات هذه المأساة كي لا تتكرر مع آخرين من المحتاجين الذين سقطوا من شبكة الأمان المجتمعية.

هذا، وكان الزوج قد تحدث عن معاناة العائلة خلال تحقيق تلفزيوني ظهر فيه في ديسمبر (كانون الأول) من العام الماضي، وقال إن زوجته «تعاني من إعاقة في التعلم، لكن وقتا طويلا مضى قبل أن تحصل على أي إعانات أو تعويضات حكومية. وفي حين رفض مركز التوظيف تسجيل اسمها من أجل تأمين وظيفة لها لأنها معاقة، فإن الهيئات ذات العلاقة برعاية المعاقين رفضت بدورها مساعدتها في انتظار تلقيها تشخيصا كاملا يؤكد الإعاقة، وهو ما كان يتطلب شهورا بين اختصاصي وآخر».