المناطق الألبية من النمسا تعيش حمى كرنفال «كرامبوس»

عنف وتعديات غدت سمة الاحتفال التقليدي

من مسيرات «كرامبوس» في النمسا
TT

«ما زال مرتكب الجريمة طليقا، لكننا سنصل إليه. حاليا ندرس كل ما وصلنا من أشرطة فيديو سبق تصويرها في موقع الحدث». هكذا، وبعبارات مماثلة يحاول مسؤولو شرطة مدينة سالزبورغ النمساوية بث الطمأنينة في أفئدة مواطنيهم، في سياق الكلام عن حادث بشع أدى إلى كسر ساق طفلة عمرها 13 سنة، كانت برفقة والدها للفرجة على الكرنفال السنوي للأسطورة «كرامبوس».

أشرطة الفيديو، التي تتحدث عنها الشرطة، غالبا قد لا تؤدي إلى نتائج ملموسة؛ لأنها لا تظهر أي وجوه مكشوفة، بل أقنعة. والطفلة المجني عليها، وآخرون مثلها، عانوا آثار عنف غير مبرر أصابهم بكسور وجروح ورضوض بينما كانوا يبحثون عن المتعة والبهجة في طرقات المدينة، ليلة أول من أمس، لمشاهدة أولئك المقنعين ضمن احتفالات تقليدية تسود المدينة بين 5 ديسمبر (كانون الأول) الحالي و5 يناير (كانون الثاني) المقبل.

تجدر الإشارة إلى أن هذه الاحتفالات التقليدية تواكب موسم الأعياد، وبالذات الميلاد ورأس السنة. والشرير «كرامبوس»، الذي تسير له مواكب، تقول الأساطير القديمة في النمسا إنه يرمز إلى «الشيطان» لأنه يخيف الصغار، مقابل القديس الطيب نيكولاس (شخصية بابا نويل) صديق الصغار الذي يغمرهم بالهدايا. ووفقا للأساطير فإن «كرامبوس» قوي وعنيف وقبيح المنظر. ولهذا يعمد سكان دول جبال الألب، ومنها النمسا، خاصة في إقليمي سالزبورغ والتيرول، إلى طرده باختيار شبان أقوياء مفتولي العضلات يلبسون أقنعة خشبية مخيفة يتفنون في تجسيمها مخيفة مع قرون وأنياب بارزة، ويمسكون بسياط يضربون بها الأرصفة ويلوحون بها في الهواء وهم يسيرون في مواكب تجوب الشوارع والطرقات الجانبية على وقع قرع الطبول ورنين الأجراس.