اتجاه في ألمانيا لمنع المشاة من وضع سماعات الأذن

بعد ارتفاع عدد ضحايا السير مجددا

سماعات الأذن.. باتت مصدر تهديد لسلامة الألمان
TT

يقول قطاع إنتاج السيارات الألماني إن الفضل في انخفاض الحوادث المميتة على الطرقات، طوال العقدين الماضيين، عائد إلى التقنيات الحديثة التي زوّدت السيارات بها. غير أن وزير النقل الألماني بيتر رامساور يتحدث اليوم عن ارتفاع عدد ضحايا حوادث السير مجددا، بسبب تطور تقنيات الاستماع للموسيقى واستخدام الهواتف الجوالة والهواتف الذكية.

القانون الألماني، حتى الآن، يقضي بتوقيع عقوبة مالية على من يتسبب في إلحاق الضرر بالآخرين نتيجة استخدامه سماعات الأذن «الموسيقية» التي تعوق سماعه حركة البشر والشارع. بيد أن وزير النقل الألماني يرى الآن أن العقوبات المالية والتحذيرات ما عادت تكفي. وقال الوزير رامساور في حديث لصحيفة «ذا باركر تسايتونغ» إن سماعات الأذن التي يستخدمها المتجولون في الشوارع حولتهم إلى «مشاة في نومهم»، لا يسمعون صوت السيارات والترامات والدراجات النارية. وأضاف أن هذا «ميل خطر» لا يعرض حياة مستخدمي سماعات الأذن للخطر فحسب، وإنما يهدد حياة الناس الآخرين أيضا.

رامساور أورد خلال الحديث إحصائيات «مفزعة» عن حوادث السير التي تسببت فيها تقنيات سماع الموسيقى، بالاستناد إلى معطيات وتوقعات دائر الإحصاء المركزية. فقد ارتفع عدد ضحايا حوادث السير مجددا بعد 20 سنة من انخفاضه. وتوقعت الدائرة أن يواصل العدد ارتفاعه إلى 3900 خلال العام الحالي 2012، أي بنسبة 7 في المائة عن عام 2011.

المفزع أيضا هو ارتفاع نسبة الضحايا الشباب من الفئة العمرية بين 15 و17 سنة، من البنات والبنين، فهؤلاء صاروا يشكلون 25 في المائة من الضحايا. وتدل كل المعطيات المتوافرة على أن الانعزال الصوتي «خلف سماعات الأذن»، أو الانهماك في كتابة الرسائل النصية (SMS)، أو التحدث على الجوال، في طليعة مسببات حوادث السير المميتة بين الشباب.

جدير بالذكر أن الجدل حول حظر استخدام سماعات الأذن في الشوارع الألمانية، اندلع في خريف 2010 بعدما دهس الترام في هانوفر، عاصمة ولاية سكسونيا السفلى، امرأة عمرها 31 سنة، كانت تستمع إلى الموسيقى من جهاز «آي بود»، فلم تسمع صوت الترام المار قربها.