«الخيرالدا» تعطل مشروع بناء ناطحة سحاب في إشبيلية

«اليونيسكو» تهدد بشطب المدينة من قائمة المواقع التراثية العالمية إذا تجاوزت البناية الجديدة ارتفاع المئذنة

مئذنة «الخيرالدا» التاريخية الشهيرة في إشبيلية
TT

حذرت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونيسكو) التابعة للأمم المتحدة سلطات مدينة إشبيلية، في إقليم الأندلس بجنوب إسبانيا، بأنها ستشطب اسم المدينة من قائمتها لـ«المواقع التراثية العالمية» في حال مواصلة بناء ناطحة سحاب في منطقة كرتوخا بالمدينة.

«اليونيسكو» أبلغت سلطات إشبيلية، رسميا، بأنها إذا أحجمت عن التجاوب مع تحذيرها، فستقدم خلال اجتماعها المزمع عقده في مدينة بطرسبورغ الروسية في الصيف المقبل إخراج إشبيلية من القائمة. وجاء في تقرير المنظمة التحذيري أن ناطحة السحاب الجاري تشييدها، والتي يطلق عليها اسم «برج بيجي» لها تأثير سلبي على المنطقة، وبالأخص على مئذنة «الخيرالدا» (أو «الجيرالدا» الشهيرة) والقصر الأندلسي. وكانت «اليونيسكو» قد أرسلت فريقا خاصا إلى إشبيلية لفحص الوضع على الأرض، وزار الفريق خلال زيارته «الخيرالدا» والحي التاريخي في المدينة الأندلسية، وقابل شخصيات عديدة ذات علاقة بالموضوع.. ومن ثم توصل إلى صياغة نداء إلى الحكومة الإسبانية الاتحادية نفسها يناشدها فيه وقف تشييد ناطحة السحاب.

للعلم، حسب تخطيط «برج بيجي»، الذي صممه المهندس ثيسير بيجي، وتقدر كلفته بـ353 مليون يورو، سيصل ارتفاعه إلى 178 مترا في 42 طابقا، بينما يبلغ ارتفاع المئذنة التاريخية 97 مترا ونصف المتر.

وما هو معروف أن «الخيرالدا» هي أعلى بناء في إشبيلية، ولقد أمر ببنائها السلطان الموحدي أبو يعقوب يوسف عام 572هـ (1176م) واستمر العمل فيها حتى عهد حفيده يعقوب المنصور، وأشرف على بنائها المهندس أحمد بن باسة ثم خلفه المهندس علي الغماري. وكان في أعلى المئذنة أربع تفاحات من الذهب أشرف على نصبها المهندس أبو الليث الصقلي. وبعد سقوط المدينة بأيدي الإسبان عام 1248م تحول المكان إلى كاتدرائية، ثم سقطت التفاحات بفعل زلزال ضرب المدينة، ونصبت أجراس في أعلى المئذنة. وفي عام 1568 نصب المهندس أرنان رويث دوّارة هواء على شكل تمثال في أعلاها، تسمى بالإسبانية «خيرالدا» وبمرور الزمن أخذ الناس يطلقون على المئذنة كلها اسم «الخيرالدا». وفي عام 1987 ضمتها «اليونيسكو» ضمن قائمة التراث الإنساني العالمي الذي يجب المحافظة عليه.