ضجة في النمسا سببها نصب توربينات هوائية في معبر هجرات الطيور

تأخير تدشينها وفتح تحقيق حول الترخيص لها

TT

إنه معبر تسلكه آلاف الطيور مرتين سنويا، في هجرتيها الشتوية والصيفية من أوروبا إلى أفريقيا وبالعكس، فكيف تسنى لجهة رسمية نمساوية السماح لشركة تجارية باستثماره واستخدامه موقعا لتشييد توربينات تعمل بقوة الرياح؟

هذا السؤال الاستنكاري أدى إلى فتح ملف تحقيق ضخم، وتسبب بصورة مباشرة في منع تشغيل خمسة توربينات ضخمة نصبتها شركة عالمية في منخفض يخترق جبال الألب عند منطقة فلاخاو فينكل بونغاو، بإقليم سالزبورغ، في شمال النمسا.

الاختصاصيون البيئيون يفيدون أن أسراب الطيور المهاجرة تخرج وتدخل من هذا المعبر، أو الممر الطبيعي، عند هجرتيها الشتوية من برد أوروبا باتجاه أفريقيا، والصيفية من حر أفريقيا إلى أوروبا، سعيا وراء الغذاء والتوالد. ولقد غدا هذا المعبر أشبه ما يكون بـ«بوابة جغرافية» تسلكها الطيور غريزيا جيلا بعد جيل وتتعرف عليها صغارها من كبارها، لكونه أقصر الطرق بين السلاسل الجبلية، كما أنه الأدنى ارتفاعا، مما يسهل عملية الطيران.

ولكن في سياق مواز، فإن هذه الميزات بالذات، جعلت هذا المنخفض الموقع الأنسب لنصب التوربينات؛ إذ تمر الرياح عبره بقوة، ناهيك بكونه على مقربة من المدخل الشمالي لنفق «الطريق السريع» الذي يربط إقليم سالزبورغ ببقية الأقاليم النمساوية.

وهكذا، وبينما تعطل تدشين التوربينات، فتح تحقيق واسع بأمر من وزارة البيئة المحلية، جنبا إلى جنب مع إجراء دراسة واسعة النطاق لبحث مسارات أسراب الطيور التي تتبع معالم كسلاسل الجبال ومجاري الأنهار. وتصر جماعات الدفاع عن البيئة، في معارضتها التوربينات، على أن «هجرة الطيور طويلة وخطيرة بما فيه الكفاية، ولا تحتاج بالتالي، لموانع إضافية ستتسبب في هلاكها لا محالة».