تحاصر الثلوج منذ أسبوعين سكان عدد من البلدات والقرى فوق جبال الأطلس في وسط المغرب، وكذلك في بعض مناطق جبال الريف في شمال البلاد. وأفادت تقارير محلية بأن بعض المناطق قد عزلت تماما بسبب كثافة الثلوج التي أدت إلى قطع عدد من الطرق. وذكرت مصادر الأرصاد الجوي أمس أن سقوط الثلوج سيستمر في بعض الأماكن فوق جبال الأطلس الكبير والمتوسط على ارتفاعات تزيد على ألفي متر، وهو ما يعني أن الأمور ستزداد سوءا في هذه المناطق.
من جهة ثانية أوردت مصادر محلية أن معاناة السكان تتفاقم نتيجة نفاد مواد التموين، وصعوبة جرف الثلوج من الطرق من طرف الجهات الحكومية. وجاء في تقارير نشرتها صحف محلية أن سكان قرية تاسراولين، في إملشيل، عند أعالي جبال الأطلس الكبير، اضطروا إلى استعمال وسائل تقليدية لإزاحة الثلوج التي سدت الطريق بين قريتهم ومركز تتبع له على مسافة تمتد 23 كيلومترا، مضيفة أن السكان استخدموا المعاول اليدوية، وعملوا لفترة طويلة لإزاحة الثلوج المتراكمة.
وفي نهاية الأمر نجح سكان القرية في فتح الطريق أمام وسائل النقل المعتادة، وهي عبارة عن عربات تحمل السلع ومواد التموين والمسافرين باتجاه مدينة الريش، التي تبعد نحو 94 كيلومترا عن قريتهم. وحسب مصادر محلية فإن السكان الذين تحاصرهم الثلوج باتوا يفتقدون المواد الغذائية والخدمات الطبية، ولقد غادر طبيب كان يعمل في مركز طبي قروي المنطقة بعد انتهاء فترة عمله هناك، أما الممرضة الوحيدة فقالت إنه يصعب عليها العمل في مثل هذه الظروف القاسية. وكانت الدراسة قد توقفت تماما في عدد من المناطق لتفادي المخاطر التي تواجه التلاميذ في طريقهم اليومي للدراسة.