طفل ألماني يستنجد بالشرطة... بعد رسوبه في الرياضيات

خوفا من عقاب والديه

TT

قياسا بالأمم الأخرى تصنف ألمانيا عالميا، من ناحية مستوى التلاميذ في مادة الرياضيات، دون مستوى دول آسيا وأوروبا الشرقية. وقد يكون هذا الضعف مبررا لبعض التلاميذ للاستنجاد بالشرطة خشية العقوبات التي يتلقونها من أولياء أمورهم نتيجة رسوبهم في مادة الرياضيات.

هذا بالضبط ما فعله تلميذ عمره 12 سنة، من مدينة لودفيغسهافن في ولاية بلاتينية الراين الألمانية، بعد تلقيه نتيجة الامتحان الأخير في مادة الرياضيات. وقالت مصادر شرطة المدينة إنها تلقت نداء هاتفيا من إدارة مدرسة «روبريشت» في المدينة، تقول إنها تحتاج إلى دعم الشرطة في إيصال تلميذ خائف إلى منزله. وذكر مدير المدرسة على الهاتف أن الطفل برر الاستنجاد بالشرطة بخشيته من عقوبات والديه بسبب رسوبه في تلك المادة.

المعلم المشرف على الصف السادس الابتدائي قال إنه عثر على الطفل مختبئا في مراحيض المدرسة بعد انتهاء ساعات الدوام. وحين سأل الطفل عن سبب اختبائه أجاب الأخير بأنه يخاف من العودة إلى البيت بعد نيله علامة متدنية في الرياضيات. وأضاف الطفل أن والده أمضى عدة أيام يساعده ويشرح له المواد، ولذا فهو يتوقع عقوبة «قاسية» سيفرضها والداه عليه.

وعلى الأثر أبلغت إدارة المدرسة الشرطة عن الحالة وطلبت مساعدتها في طمأنة الطفل، ومن ثم إخراجه من دون عنف من المرحاض، ومرافقته إلى منزله لضمان أن لا يتعرض هناك للضرب. وهذا ما فعله رجال الشرطة مستخدمين إحدى سيارات دورياتهم.

الطريف في الأمر أن رجال الشرطة وجدوا في البيت أبوين رقيقين ومتفهمين كان القلق قد بدأ يساورهما بسبب تأخر الطفل. ولاحظ الناطق باسم الشرطة «أن خوف الطفل من الرياضيات أكبر من خوفه من الشرطة، بل وأكبر من عقاب والديه».

بقي أن نشير إلى أن مدرسة «روبريشت» من المدارس الشهيرة في ألمانيا، ولقد خرجت عددا من مشاهير الحزب الديمقراطي المسيحي، على رأسهم المستشار السابق المخضرم هيلموت كول.