«الجزائر البيضاء» تستعيد لونها الناصع بفضل تساقط غير عادي للثلوج

منظر لم يشاهده السكان منذ 30 سنة

الثلوج تكسو مرتفعات الجزائر العاصمة ببساط أبيض («الشرق الأوسط»)
TT

استعادت العاصمة الجزائرية أمس، اسمها الذي ضيعته منذ سنوات طويلة، فقد شاهد سكانها فعلا «الجزائر البيضاء» بفضل الثلوج الكثيفة التي ظلت تتهاطل عليها في الساعات الـ48 الماضية. وخرج المئات إلى الشوارع في نهاية الأسبوع، لتأمل المنظر الذي لم يشاهده العاصميون منذ 30 سنة على الأقل.

سكان أعالي العاصمة استيقظوا أمس على منظر غير مألوف، يتمثل بكسوة بيضاء من الثلوج التي غطت أسطح البيوت والسيارات. وتحدى الأطفال أكوام الثلوج فخرجوا بغرض التزحلق، على الرغم من تحذيرات «مركز الأرصاد الجوي»، بينما توجه كثيرون صباحا إلى القمة الجبلية بالشريعة (على بعد 60 كلم جنوب العاصمة) التي يزيد علوها على 1500 متر. وكان الطريق الوحيد المؤدي من البليدة إلى الشريعة مغلقا لكثافة الثلوج، وهكذا عاد بعضهم أدراجه، في حين فضل آخرون التوجه إلى قمة «تيكجدة» (تبعد 140 كلم عن الجزائر العاصمة) وهي امتداد لسلسة «جرجرة» الجبلية. وعرفت أحياء العاصمة التي يزيد علوها عن 100 متر عن سطح البحر، مثل بوزريعة والعاشور والدرارية والشراقة، تساقط كميات كبيرة من الثلوج. وقال رجل سبعيني يسكن بحي «وادي الرومان»، إنه لم يشهد هذا الكم من الثلوج في المدينة منذ نحو 35 سنة. ولكن بعكس المرتفعات غاب الثلج عن وسط العاصمة التجاري. وبفعل الطقس المثلج قتل 7 أشخاص على الأقل وجرح 28 آخرين في حوادث سير وقعت بشرق الجزائر، وانقطعت الطرق في غالبية ولايات الشرق، كقسنطينة وبرج بوعريريج وسطيف وبجابة وتيزي وزو والبويرة. وأيضا في الغرب، خاصة وهران وتلمسان وعين الدفلى. وتعود موجة الثلج، حسب مركز الأرصاد الجوي، إلى عواصف ثلجية مصدرها منطقة سيبيريا بروسيا. وقال مختصون بأن البرد القارس الذي وصل إلى 7 درجات تحت الصفر في بعض المناطق، سيمتد إلى الأربعاء المقبل.