فتيات شعب نيور النيباليات «يتزوجن» إله الشمس

بدعوى أنها تحميهن من الحياة القاسية التي تعيشها الأرامل الهندوسيات

TT

تحملق أتيتهي شريستها في الشمس بينما ترفع والدتها غطاء من على رأسها، لكي تتمكن الفتاة من النظر لإله الشمس، الذي تستعد للزواج به.

وعلى مدار الاثني عشر يوما الماضية، ظلت الفتاة، (9 أعوام)، محبوسة في غرفة مظلمة، بعيدا عن أشعة الشمس وعن أعين الرجال حتى من أفراد العائلة.

وتسمى مراسم الظهور للفتيات ما قبل سن البلوغ «باراه»، وتتبعها عرقية «نيوار» في وادي كاتمندو. ويعد هذا هو الزواج الثاني للفتيات.

وتتزوج فتيات نيوار ثلاث مرات. أول زواج يكون من «تفاحة حجرية»، وهي فاكهة صلبة من شجر «أيجل»، وتتم المراسم قبل أن تصل الفتاة لسن السابعة.

وتقول جيتا راجبهانداري، أستاذة في كلية أمريت للعلوم، إنه «في معظم المجتمعات النيبالية، تتزوج الفتاة في سن مبكرة جدا.. ويجد شعب نيوار سبيلا لتأجيل زواج أطفالهن من خلال تزويج بناتهن بفاكهة وبالشمس».

ويعتنق السكان الأصليون لوادي كاتمندو كثيرا من المعتقدات والتقاليد الوثنية، لكن عائلات أيضا تعتنق الهندوسية أو البوذية، وفقا للقب العائلة.

وبفضل الزواج المتعدد لنساء نيوار، فإنهن يتمتعن بحرية أكبر من نساء المجتمعات الأخرى، ولا يعتبرن أبدا أرامل.

حتى بعد وفاة أزواجهن، تمد التفاحة الحجرية المحفوظة في غرفة التعبد بالمنزل والشمس، التي يعتقد شعب نيوار أنها مصدر حياة منتشر في أنحاء العالم، النساء بحماية اجتماعية من أن يصبحن أرامل.

ويحميهن هذا من الحياة القاسية التي تواجهها الأرامل في نيبال، التي تقطنها أغلبية هندوسية. وتصر «أنير»، والدة أتيتهي على أن «باراه» هو تقليد لا يمكن أن تتخلى عنه نساء «نيوار»، لأنه من العار أن تحيض الفتاة قبل مراسم الخروج.

وقالت إنها «مسؤوليتي كأم، لذا أضطر لأخذ المبادرة».

ومن أجل إجراءات الاحتجاز، أغلقت النوافذ في غرفة الفتاة ووضعت ستائر داكنة لمنع دخول ضوء الشمس. وتضحك أتيتهي في اليوم الحادي عشر من عزلتها قائلة «أحب الوجود هنا، لأنني لا أضطر للذهاب للمدرسة، وأستطيع اللعب ووضع مساحيق التجميل».

وفي أول أربعة أيام من العزلة، تخضع الفتاة لنظام غذائي لطيف. وبعد اليوم الرابع، يتحول إلى نظام غذائي يعتمد على الخضراوات الطبيعية، ويتم تعليمها فن وضع مساحيق التجميل من خلال معلمة يتم تخصيصها لها.

ووسط الألعاب المنزلية والغناء والرقص، تزور جماعة من النسوة الفتاة وتعلمها حياة المرأة كبالغة. ويشمل هذا إعدادها للوقت الذي ستبلغ فيه الحيض.

ويشرح أنجان شريستها، والد أتيتهي، قائلا «هناك أشياء معينة تحتاج لتعلمها كفتاة، مثل ما يجب عليها وما لا يجب عليها فعله عندما تكبر».

وأضاف «يمكن أن أجري حديثا عاديا معها عن الأمر، لكن الطقوس تجعلها أكثر تقبلا للأمور، نظرا لأن قواعد المجتمع تعلم لها خلال هذه المرحلة».