سرب طائرات الحكومة الألمانية يبدد أموال الشعب

تقطع مسافات طويلة من غرب البلاد إلى شرقها وهي فارغة

طائرة المستشارة ميركل.. الـ«إيرباص إيه 340»
TT

انتقلت الحكومة الألمانية نهائيا من بون، عاصمة ألمانيا الغربية سابقا، إلى العاصمة الاتحادية التاريخية برلين عام 1999، وكلف الانتقال وإعادة البناء يومذاك مبالغ طائلة، إلا أن سرب الطائرات المخصص لحركة المستشار وأعضاء الحكومة لم ينتقل، وما زال يتخذ من مطار كولون – بون، مطار العاصمة الغربية السابقة، مقرا له حتى الآن.

هذا يعني أن على أي طائرة من سرب طائرات الحكومة، الملقب بـ«آيرفورس - 1» الألماني، أن تطير من كولون إلى برلين - بشمال شرقي ألمانيا - كي تنقل المستشار، أو الوزير، في رحلاته إلى داخل أو خارج البلاد. وإذا ما عرفنا أن 550 كلم تفصل مطار كولون - بون عن مطار برلين لأدركنا طول المسافات التي تقطعها الطائرات وهي فارغة، إلى أن يستقلها المسؤول المسافر على متنها.

صحيفة «إكسبريس»، الواسعة الانتشار في كولون وبون، كشفت أخيرا عن وجود تقرير سري لوزارة الدفاع الاتحادية الألمانية، قالت: إنها تحتفظ بنسخة منه، يفيد بأن سرب الطائرات الحكومي كلف دافعي الضرائب مبلغ 19.3 مليون يورو سنويا، جراء حركة طائراته وهي فارغة بين كولون وبرلين وبالعكس. وهذا يعني أن طائرة «إيه 340» الخاصة بالمستشارة أنجيلا ميركل تطير فارغة من كولون إلى برلين (550 كلم)، مثلا، كي تنقل المستشارة في رحلة قصيرة قد تكون إلى هولندا (300 كلم). ولقد قدرت وزارة الدفاع تكلفة رحلة «طائرة المستشارة» بنحو 17866 يورو لكل ساعة. وخلال السنوات الأخيرة ترددت الطائرة وهي من نوع إيرباص «إيه 340»، ما لا يقل عن 436 مرة بين كولون وبرلين وبالعكس وكلفت بمفردها 3.3 مليون يورو. وهذا يعادل تكلفة طيران المستشار السابق غيرهارد شرودر 3 مرات قبل 10 سنوات. ولا يجب أن ننسى هنا تكلفة إيجار الحظائر وتكلفة صيانة الطائرات ورعايتها.

الكثير من النواب البرلمانيين، سواء من نواب الحكومة أو نواب المعارضة، وصفوا هذا الهدر بأنه «غير مبرر» بعد اطلاعهم على تقرير الـ«إكسبريس». ومن ثم طالب المحتجون بنقل مقر السرب الحكومي من كولون إلى برلين في الحال، إلا أن ناطقا باسم الحكومة رد بأن ذلك متعذر قبل الربع الأول من عام 2016. وللعلم، يضم سرب طائرات الحكومة الألمانية 9 طائرات خاصة و3 هليكوبترات، إضافة إلى طائرات حماية لا يعرف عددها، ولم تدخل تكلفتها ضمن هذه التكاليف.