أثار بيرند بونته، مدير أعمال الملاكمين الأوكرانيين الشقيقين فلاديمير وفيتالي كليتشكو، ضجة كبيرة في ألمانيا بالأمس، بعدما قال لصحيفة «تزايت» الأسبوعية المعروفة، إن «الرياضة نوع من التسلية (...)، وأرى أنه من المفيد تمثيل مباريات الأخوين كليتشكو بشكل مناسب». وجرى تأويل كلام بونته، الذي يدير حجز قاعات النزال والدعاية أيضا، على أنه اعتراف مباشر بـ«تلفيق» بعض المباريات وما يرافقها، ومنها مباراة يوم السبت الماضي في ميونيخ، التي أسفرت عن فوز فيتالي كليتشكو على منافسه البريطاني ديريك تشيزورا بالنقاط.
المباراة المشار إليها رافقتها العديد من الوقائع البعيدة عن الروح الرياضية وعن الذوق المتحضر السليم، إذ عمد تشيزورا، أثناء عملية وزن الملاكمين وتقديمهما، إلى صفع كليتشكو على خده الأيسر أمام عدسات الصحافيين، ووقف بطل العالم الأوكراني فيتالي، وشقيقه فلاديمير، بطل العالم أيضا، من دون رد.
وقبل المباراة بثوان، وبينما كان الملاكمان يتصافحان، بصق تشيزورا في وجه كليتشكو على مرأى من الجمهور. وأثار المتحدي البريطاني الكثير من اللغط لاحقا، أثناء المؤتمر الصحافي، حينما هاجم الملاكم ديفيد هاي، الذي حضر المباراة كمعلق، ثم لكم مدرب فريق «أسماك قرش كولون» لهوكي الجليد آدم بووث. وكان تصرف تشيزورا كافيا للنيابة الألمانية العامة لفتح التحقيق معه بتهمة إلحاق الضرر الجسدي بالآخرين.
من جانبه، فاقم فيتالي كليتشكو الوضع من دون أن يدري خلال المؤتمر الصحافي بعد المباراة، حين قال «كوميديا رائعة، لم أر مثل هذه المسرحية مجانا منذ زمن بعيد»، مع ملاحظة أن الجميع كان يتوقع سقوط تشيزورا في الجولات الأولى، بعد الصفعة والبصقة التي وجهها إلى كليتشكو، لكنه صمد حتى نهاية المباراة وخسر بالنقاط.
أما أحمد أونر، متعهد مباريات الملاكمة المعروف، فقد وصف نزال كليتشكو ضد تشيزورا لصحيفة «إكسبريس» بأنه «مسرحية هواة». وأضاف «حينما رأيت فلاديمير كليتشكو يقف صامتا، والابتسامة تعلو وجه، بينما يحرض بونته الملاكمين ضد بعض في المؤتمر الصحافي، أصبت بالغثيان. فإما أن يكون الأمر تمثيلا منذ البداية، أو أن الأخوين كليتشكو قاصران.. حالهما حال البريطاني المجنون». غير أن بعض المعلقين توقعوا أن تكون سلسلة «المناوشات» التي رافقت نزال «كليتشكو – تشيزورا» ليست أكثر من «إثارة»، الهدف منها تحديد موعد مباراة ثأرية مع فيتالي كليتشكو، أو مع شقيقه فلاديمير، تمتلئ فيها القاعة بالجمهور.