المحافظون الألمان يطالبون بـ«تزويج» مرشح الرئاسة السبعيني

احتدام جدل «أخلاقي» حول الوضع العائلي ليواخيم غاوك

TT

بات في حكم المؤكد، بعد اتفاق أحزاب الحكومة الألمانية مع أحزاب المعارضة الكبيرة، أن يصبح المستقل يواخيم غاوك رئيسا لجمهورية ألمانيا الاتحادية، خلفا للرئيس المستقيل كريستيان فولف.

مشكلة غاوك (72 سنة)، القسيس البروتستانتي السابق، أنه هجر زوجته السابقة من دون أن يطلّقها. وهو يعيش حاليا عن طريق «المُساكنة» بلا زواج مع «شريكة» حياة أخرى اسمها دانييلا شادت منذ 12 سنة. والأعقد من ذلك أن «شريكته»، وهي أم لأربعة أولاد، تعيش بدورها منفصلة عن زوجها منذ 20 سنة من دون أن تتقدّم بطلب الطلاق.

هذا الوضع «السائب» يشكّل مشكلة حقيقية بالنسبة للمحافظين الألمان، وخصوصا بالنسبة للاتحاد الاجتماعي المسيحي، «الشقيق» البافاري المتشدّد للحزب الديمقراطي المسيحي الحاكم. ولذا أثار البرلماني نوربرت غايس، من الاتحاد الاجتماعي المسيحي، جدلا حول «ضرورة تزويج الرئيس بصورة شرعية»، واعتبر غايس - وهو كاثوليكي متشدد حائز على «الوسام الغريغوري» الكنسي - موضوع الزواج شرطا يجب فرضه على غاوك قبل توليه منصب رئيس الجمهورية.

بيد أن هذا الموقف، يشكل مفارقة محرجة للائتلاف الألماني الحاكم، الذي يمثل تياري اليمين المحافظ والوسط الليبرالي. ذلك أن وزير الخارجية غيدو فيسترفيلله، زعيم الحزب الديمقراطي الحر الوسطي ونائب المستشارة المحافظة أنجيلا ميركل - وهي أيضا ابنة قسيس بروتستانتي -، قال إنه لا يجد أي ضير في أن يتقلّد رجل غير متزوج رئاسة الجمهورية. وتابع فيسترفيلله، وهو «مثلي» و«متزوّج» رسميا من رجل، «إن ألمانيا دولة متحضرة، ولا يجوز أن يدور فيها أي جدل غير لائق».

أخيرا، لزيادة الطين بلّة، رفضت زوجة غاوك التي تعيش منذ عام 1991 منفصلة عنه في روستوك (بشمال شرقي البلاد)، في حديث لصحيفة «أوست سي» إبرام الطلاق معه الآن، مبدية استغرابها توقيت المطالبة. ومذكّرة بوضع وزير الخارجية «العائلي».