بعد سلسلة من البحوث والتجارب المختبرية والسريرية أجازت السلطات الصحية الألمانية عقارا جديدا وواعدا ضد سرطان الجلد «الميلانوما»، المعروف بـ«السرطان الأسود». وقال الباحث أكسل هاوشيلد، من جامعة كيل، بأقصى شمال ألمانيا، إن «العقار لا يقتل السرطان لكنه يعد بحياة طويلة للمرضى».
جرى توزيع العقار على المستشفيات والصيدليات منذ أيام، بعدما كانت الرقابة الصحية قد أجازت استخدامه بدءا من فبراير (شباط) الحالي. والجدير بالذكر، هذا النوع من السرطان من أكثر الأورام المعروفة فتكا بالبشر، ولا سيما من ذوي البشرة البيضاء والشعور الشقراء، كما أنه يصيب النساء أكثر من الرجال. وعدا عن تضاعف انتشاره السريع بين الناس بنسبة 300% منذ الثمانينات على المستوى العالمي، أعربت منظمة الأمم المتحدة عن قلقها من انتشاره بين الأطفال والشباب.
يحمل العقار الجديد اسم «فيمورافينيب» Vemurafenib، ولقد أثبت فعالية في مكافحة أنواع سرطان «الميلانوما» التي ثبت نموها بفعل بروتين معين اسمه BRAF - V600. وتعرف الدائرة الطبية والصيدلانية أن هذا البروتين يعجل في نمو الخلايا السرطانية، ويعجل عملية انتقالها إلى أعضاء الجسم الحيوية الأخرى. وذكر هاوشيلد، أمام جمعية السرطان الألمانية، أن الـ«فيمورافينيب» يكبح جماح البروتين المذكور، ويقلل بالتالي، بعد أشهر من الاستعمال، حجم البقعة السرطانية، علما بأن بروتين BRAF - V600 كشف عنه في نصف حالات «الميلانوما»، ويعد بعلاج واعد لملايين الناس في العالم.
هذا، وتبين من التجارب المختبرية والسريرية على مرضى يعانون من المرض، طوال 6 أشهر من استخدام الـ«فيمورافينيب»، أنه قلل خطر الموت بسبب السرطان بنسبة 63%، كما قلل خطر انتشار السرطان إلى الأعضاء الأخرى بنسبة 74%. وبعد هذه الأشهر الستة من العلاج واصل 84% من المرضى حياتهم بشكل اعتيادي، وهذا إنجاز كبير قياسا بنتائج بالعلاج الكيماوية (64%)، مع ملاحظة محدودية أمد استخدام العقاقير الكيماوية، وخطورة أعراضها الجانبية ومضاعفاتها.