ذهب نفايات «الجوال» في حاوية أكثر منه في أخرى تحمل عروق ذهب المناجم

خلال مناقشة داخل البرلمان الألماني

الهواتف الجوالة.. مثار أزمة بيئية في ألمانيا
TT

قالت كارترينا رايشه، مفوضة شؤون البيئة في البرلمان الألماني، إن حاوية من نفايات أجهزة الهواتف الجوالة تحوي من الذهب الخالص أكثر 60 مرة مما تحويه حاوية مماثلة من عروق الذهب في جدران المناجم.

وجاء حديث رايشه، من الحزب الديمقراطي المسيحي، في جلسة للبرلمان الألماني خصّصت لدراسة مقترح من حزب الخضر يدعو إلى تشجيع عملية تدوير نفايات الهواتف الجوالة، باعتبارها نفايات خاصة، عن طريق فرض 10 يورو «ضمانة تدوير» على مبيعات كل هاتف جوال جديد في ألمانيا. ورفضت رايشه في خطابها أمام البرلمان مقترح «ضمانة التدوير»، واقترحت بديلين يمكن أن يكونا نموذجين للتطبيق على مستوى الاتحاد الأوروبي.

المقترح الأول هو نشر حاويات صغيرة في المدن لتجميع الهواتف الجوالة القديمة، على غرار الحاويات المخصصة لتجميع البطاريات، وتجميع الورق، وهو ما رفع نسبة تدوير البطاريات الورق إلى 80 في المائة في ألمانيا. والمقترح الثاني هو تمكين المواطن من إرجاع الجوال القديم، عن طريق تعاقد الحكومة مع البريد، ومع الشركات المنتجة للأجهزة، مجانا عن طريق الطرود البريدية إلى منتجها الأصلي.

مفوضة الشؤون البيئية في البرلمان تحدثت عن تعذر تنفيذ مقترح حزب «الخضر» أوروبيا بسبب القوانين الأوروبية، ولكون تداول الهواتف الجوالة يجري اليوم عبر الحدود والقارات، في ظل الوحدة الاقتصادية الأوروبية وواقع العولمة. وهذا يعني أن الملايين من الهواتف الجوالة تنتقل إلى بلدان الجوار ويتعذر حينها استرجاعها في ألمانيا. وأضافت أن وضع ضمانة إرجاع قدرها 10 يورو لا يضمن قيام المواطن بدفع تكلفة البريد أو النقل كي يعيد الجهاز إلى الجهة المنتجة له.

الاستراتيجية البديلة، التي تقترحها رايشه، في قضية الهواتف الجوالة، هي فرض الاتحاد الأوروبي على الشركات المصنعة إنتاج أجهزة قابلة للتدوير منذ «الولادة». مع ملاحظة أن دراسة سابقة أشارت إلى وجود نحو 100 مليون جوال عامل في ألمانيا، مرشحة خلال بضع سنوات للتحول إلى نفايات، مع وجود نحو 80 مليونا لا تستعمل ومحسوبة أصلا كنفايات.