فيروسات تفتك بسرطان الدماغ

باحثون ألمان يجربونها على البشر لأول مرة

TT

ذكر الباحث الألماني جان روميليير، رئيس قسم فيرولوجيا الأورام بمركز الأبحاث السرطانية في هايدلبيرغ بجنوب غربي ألمانيا، أن بعض أنواع الفيروسات مسؤولة عن نشوء عدد من الأمراض السرطانية الخطيرة، في حين أن بعضها الآخر يساعد العلم في التغلب على أنواع أخرى من هذه الأورام.

جاء كلام روميليير هذا في معرض حديثه عن نجاح القسم في استخدام الفيروسات لوقف تقدم أورام الدماغ السرطانية في فئران الاختبار، والبدء في تجربتها على البشر. وأضاف أن أمل العلماء معلق اليوم على هذا المجال المهم، إذ يجري البحث جديا عن فيروسات تهاجم الخلايا السرطانية من دون أن تضر بالأنسجة السليمة، أو تعرض المرضى إلى مضاعفات جانبية. وحسب تصريح روميليير لوكالة الأنباء الألمانية، فإن أبحاث فريق العمل الذي يترأسه تركزت منذ عام 1992 على فيروسات «بارفوفيروس». وثبت من التجارب التي أجريت عام 2010 على الفئران المصابة بورم سرطاني من نوع «ورم الأرومة الدبقية» (Glioblastoma)، المعروف بعدوانيته، أن فيروسات «بارفوفيروس» تمكنت من القضاء على الورم السرطاني تماما. وفتح هذا النجاح الباب أمام الباحثين في هايدلبيرغ، حيث توجد أقدم جامعات ألمانيا - وهي شهيرة بمكانتها الطبية عالميا - لتجربة الطريقة على البشر المصابين بأورام سرطانية مماثلة في الدماغ.

وعلى هذا الأساس، لأول مرة في العالم، زُرق ثلاثة مرضى يعانون من «ورم الأرومة الدبقية»، بإشراف الطبيبين أندرياس أونتربيرغ وكارستن غيليتنكي، من قسم الجراحة العصبية في مركز هايدلبيرغ الطبي الجامعي. وتدور التجارب الحالية، الجارية على ثلاث مراحل، حول مدى تحمل البشر للعلاج بهذا النوع من الفيروسات، تلي ذلك المرحلة الثانية التي يجري فيها تقييم نجاح العلاج ضد السرطان، وستكون الثالثة مرحلة تحسين العلاج وجعله جاهزا للأطباء. ويتوقع أن يحتاج العلماء إلى بضع سنوات أخرى كي يستكملوا كل الجوانب العلاجية السريرية والتقنية. ومن المفترض انتهاء المرحلة الأولى في ديسمبر (كانون الأول) من العام الحالي لتليها المرحلة الثانية.

ويعوّل العلماء الألمان على تجارب ستجرى على 18 مريضا من المعانين من سرطان الدماغ المذكور، ويجري تقسيمهم إلى مجموعتين.. ففي المجموعة الأولى المؤلفة من 9 مرضى سيجري زرق الفيروسات مباشرة إلى المنطقة المصابة في الدماغ باستخدام أنبوب دائم يجري مده إلى الدماغ. ثم يستأصلون بعد عشرة أيام الورم جراحيا، ويملأون جدران الثغرة الناجمة، كإجراء احترازي، بالفيروسات أيضا.

أما أفراد المجموعة الثانية فسيتلقون الفيروسات لمدة خمسة أيام متتالية عبر الدم، ويجري بعد خمسة أيام استئصال الورم، ومن ثمة ملء جدران الثغرة الناجمة بالفيروسات أيضا، كإجراء احترازي. وسيحرص العلماء، في المجموعة الثانية، على التأكد من أن الفيروسات ستهاجم مناطق الدماغ المصابة دون غيرها، وما إذا كانت ستتجه إلى الدماغ فقط.