لا تحزن على ما فاتك وركز على الجميل في حياتك

مفتاح الحياة الصحية في الكبر

TT

قال علماء من ألمانيا في دراسة لهم إن عدم الندم على الفرص المضيعة في الحياة والتركيز على ما هو جميل، هو مفتاح الحياة المملوءة بالصحة في الكبر. وقالت المشرفة على الدراسة، الأستاذة شتيفاني براسين من مستشفى هامبورغ الجامعي: «التعامل الهادئ مع الفرص المضيعة في الحياة يلعب دورا حاسما في تحقيق الرضا عن الحياة في الكبر».

كما رأت براسين أن هذا التعامل ربما كان بمثابة وقاية لصاحبه من الإصابة بالإحباط.

ونشر الباحثون نتائج دراستهم أمس الخميس في مجلة «ساينس إكسبريس».

وحسب العلماء، فإن نتائج دراستهم تؤكد على ضرورة أن يتكيف الإنسان مع المعطيات المتغيرة في الحياة ليظل سليما من الناحية العاطفية «ولا بد من إجراء المزيد من الدراسات الآن لدعم مثل هذا التكيف من خلال تبني إجراءات سلوكية علاجية بشكل مبكر.. لأنه من الواضح أننا يمكن أن نتغير عندما نتقدم في السن»، حسب ما أوضحت براسين.

أجرى العلماء خلال الدراسة تجربة خاض خلالها المشاركون 80 شوطا من لعبة حظ على الكومبيوتر، وازدادت فرص تحقيق مكاسب في هذه اللعبة كلما أبدى المشارك في اللعبة المزيد من الإقدام، ولكن احتمالات الخسارة ازدادت أيضا.

وكان القائمون على التجربة يشرحون للأشخاص المشاركين عقب فوزهم في أحد الأشواط الفرص التي كانت متاحة لهم لتحقيق المزيد من المكاسب لو أنهم كانوا أكثر حبا للإقدام والمخاطرة، وهو ما تسبب عادة في الندم والغضب لدى صغار السن المشاركين في التجربة.

وأوضحت براسين: «وبالفعل، فإن تضييع الفرص من قبل صغار السن من المشاركين، وأيضا من قبل كبار السن من المحبطين، كان يجعل سلوكهم أكثر حبا للمغامرة في الشوط التالي.. وتبعا لذلك، تبين من خلال التصوير بالرنين المغناطيسي النووي أن نظام المكافأة بالمخ كان أقل نشاطا عما لو خسروا.. في حين أن رد فعل كبار السن الأصحاء على الأشواط التي فازوا فيها تمثل في ازدياد إشارات المخ التي تدل على ازدياد حماستهم وذلك بصرف النظر عما إذا كان باستطاعتهم تحقيق المزيد من الفوز أم لا..».

وبذلك، أكد العلماء أن عدم الحزن على الفرص الضائعة والنظر للأمام للاستفادة من الفرص المقبلة، هو مفتاح السعادة لدى كبار السن الذين عاشوا تجارب عديدة.