رحيل «وردة» الزمن الجميل

أعلن عن وفاتها بالقاهرة مساء أمس إثر أزمة قلبية

وردة الجزائرية
TT

«باودعك».. لم تخرج الكلمة هذه المرة من حنجرة المطربة الكبيرة وردة الجزائرية كما اعتادت الجماهير، لكنها خرجت من بين دموعهم بعد إذاعة نبأ وفاتها أمس.

وربطت الفنانة الكبيرة العرب حولها، ليس بصوتها فحسب، ولكن أيضا بنسبها وترحالها. فوردة محمد فتوكي، الشهيرة بوردة الجزائرية، ولدت لأب جزائري وأم لبنانية في فرنسا في ثلاثينات القرن الماضي، وتزوجت لفترة من الملحن المصري الراحل بليغ حمدي، الذي تألقت معه فنيا، قبل أن ينفصلا في عام 1979. وارتحلت بين باريس وبيروت والجزائر والقاهرة في محطات حياتها المختلفة.

تعلمت وردة فن الغناء في فرنسا، قبل أن تنتقل للإقامة مع والدتها في لبنان، حيث أتقنت فن الغناء، وكانت تقدم أغاني عمالقة ذلك الزمن عبد الوهاب وأم كلثوم. ثم ارتحلت إلى مصر بدعوة من المخرج الشهير آنذاك حلمي رفلة، لتقوم ببطولة أول أفلامها السينمائية «ألمظ وعبده الحامولي» عام 1960 أمام المطرب الراحل عادل مأمون.

فتحت السينما أبواب الشهرة أمام وردة، وتلقفها موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب، الذي تعرف عليها في أوبريت «وطني الأكبر»، قبل أن يصوغ لها بعضا من أجمل أغنياتها، مثل «في يوم وليلة» و«لولا الملامة»، وقال عبد الوهاب ذات يوم عنها «لوردة صوت عظيم، لكنه كالحصان الجامح.. ومن يتمكن من ترويضه يصل إلى أعذب الأصوات».

وفي عام 1979، وبعد وفاة سيدة الغناء العربي أم كلثوم، صادف الحظ السعيد وردة مجددا، إذ طلب منها الملحن سيد مكاوي غناء الأغنية الأخيرة التي كادت كوكب الشرق تغنيها وهي «أوقاتي بتحلو»، فكانت انطلاقة جديدة لوردة في مصر والوطن العربي.

ورغم انفصال وردة عن بليغ حمدي، فإن التعاون الثنائي بينهما استمر، وأنتج أعذب أغاني الثنائي، مثل «العيون السود»، «مالي»، «اسمعوني».

ورغم أنها خضعت لجراحة زرع كبد بالمستشفى الأميركي بباريس منذ عدة أعوام، فقد ظلت وردة متألقة في ظهورها الفني القليل، حتى أعلن بالقاهرة أمس عن وفاتها إثر أزمة قلبية عن عمر يناهز نحو 80 عاما.