الأطباء الألمان يفضلون الهجرة إلى الخارج

51% منهم يرغبون فيها بسبب طول ساعات العمل وضعف المردود المادي

TT

حتى مطلع الألفية الثالثة، أو لنقل مع الانتقال من المارك إلى اليورو، كانت مهنة الطب في ألمانيا أفضل المهن سمعة، ومن أكثرها موردا، لكن التراجع الاقتصادي المستمر، والمبالغة في شروط شركات التأمين الصحي، وتفاقم شروط العمل، وفر قناعة الآن لدى الأطباء بإمكانية البحث عن عمل في الخارج.

هذا ينطبق أساسا على الأطباء العاملين في المستشفيات والمستوصفات أكثر مما ينطبق على أصحاب العيادات الخاصة، لكن الأخيرين لا يخفون أيضا اهتمامهم بالبحث عن فرص العمل في الخارج، وهذا ما كشفه استطلاع للرأي بين الأطباء الألمان أجراه موقع «أبوقراط - نيت» الذي يشترك فيه ملايين الأطباء.

قالت نسبة 16% من الأطباء إنهم لا يفكرون في الهجرة للعمل خارج ألمانيا، وهذا يعني أن نسبة تتعدى الـ51% يفكر أصحابها في البحث عن فرصة أفضل في الخارج. والأسباب هي شدة العمل اليومي، أيام العمل الطويلة بلا إجازات، وضعف المردود المادي، وخصوصا لدى الأطباء العاملين في المستشفيات.

الموقع انتقد سياسة الحكومة الألمانية، وشركات التأمين الصحية الرسمية، وحملها مسؤولية هروب الأطباء من ألمانيا، وجاء في الموقع أن شروط العمل القاسية في المستشفيات تشجع الأطباء على الهروب من ألمانيا.

الاستطلاع الذي شمل 835 طبيبا، من مختلف المجالات والأعمار، كشف أيضا أن نسبة تزيد عن 9% من الأطباء ماضون في ترتيب فرص العمل في الخارج، ومن ثم مغادرة ألمانيا، ونسبة 3.1% قالوا: إنهم وصلوا إلى الخارج فعلا، وعثروا على عمل بشروط أفضل من الشروط الألمانية.

الدكتور كلاوس لوغماير، من مجلس الأطباء الخبراء الألمان، حذر من تفاقم الهجرة من ألمانيا، وقال: إن على الحكومة عدم تجاهل هذا الوضع، وقال: إن أفضل دليل على خطورة الموقف هو تراجع ظاهرة عوائل الأطباء التي تنجب أطباء، إذ قال: إن 65.4 من الأطباء، الذين شملهم الاستفتاء، لا ينصحون أولادهم بدراسة الطب.