سجين عربي يقود «مكتب تحقيقات» خاصا من سجن ألماني

كسب بفضل «خبرته» مبالغ لا بأس بها

TT

مكن للإنسان في السجن أن يكسب بعض القروش من خلال خياطة الملابس أو كيها، أو أن يحقق ثروة من خلال تهريب المخدرات وبيعها على السجناء، غير أن السجين عز الدين أ. (الذي يخطط للقطيعة مع ماضيه الإجرامي بعد الخروج من السجن) فضل فتح مكتب تحقيقات خاص يدر عليه بعض المال. مصادر سجن أوسندورف في مدينة كولون، في غرب ألمانيا، أن عز الدين أ. (30 سنة) حقق ثروة بسيطة خلال السنوات الماضية بفضل نشاطه التحقيقي من داخل الزنزانة. ذلك أن السجين العربي يستفيد من معرفته السابقة بالمحيط الإجرامي، ومن علاقاته خارج السجن، للكشف عن مختلف أنواع الجنايات. وكمثل فقد كسب 10 آلاف يورو مرة واحدة بعدما تمكن، عبر تحقيقاته الخاصة، من الكشف عن عصابة سطت على ضيوف حفلة من الناس الأثرياء في حي مولهايم بمدينة كولون. إذ استطاع عز الدين أن يتعرف بفضل المعلومات المتوافرة لديه على اثنين من مجموع 5 رجال ملثمين نفذوا عملية السطو تلك على بيت رجل أعمال عام 2004.

بالمناسبة، يقول عز الدين إن رجل الأعمال حاول التملص من دفع المكافأة التي كان قد وعد بها تحريريا، لكنه رفع الدعوى عليه أمام المحكمة واستطاع أن يجبره على دفع المبلغ. وهذا في حين بقيت الشرطة عاجزة حتى الآن عن كشف ملابسات القضية.

كذلك، بعد عدة تدخلات تحقيقية ناجحة عمل السجين المحقق على قضية جديدة درت عليه مبلغا صغيرا آخر. وكانت القضية تدور حول عملية سطو على مركز لرعاية المسنين عام 2006 وسرقة 50 ألف يورو من الخزينة. ومجددا نجح عز الدين في الكشف عن المجرمين واكتفى بمكافأة صغيرة مقدارها 2000 يورو، بشرط تخفيض حكم السجن عليه، لكن رئيس المركز رفض دفع المكافأة. ويهدد عز الدين الآن بسحب إفادته كشاهد ما لم يتسلم مبلغ المكافأة بأكمله، في حين لم تهتم النيابة العامة بماضي عز الدين أ. وقررت فتح التحقيق مع صاحب مركز رعاية المسنين بتهمة الاحتيال.