تونس: اهتمام قطري بإعادة تأهيل المعالم الإسلامية في القيروان

بقصد إبراز أهميتها الحضارية

من تحف القيروان المعمارية الإسلامية («الشرق الأوسط»)
TT

قدم ممثلون عن المعهد التونسي للآثار مجموعة من البرامج العاجلة إلى وفد قطري زار مدينة القيروان، بوسط تونس، نهاية الأسبوع الماضي بقصد إبراز القيمة التاريخية والحضارية للمعالم الإسلامية والمواقع الأثرية بالقيروان ودعم السياحة الثقافية وترسيخ البعد الإسلامي للمدينة العريقة. تضمنت المقترحات التي قدمت لممثلي هيئة المتاحف القطرية ترميم وتأهيل الفسقيات الأغلبية (نسبة للأغالبة) وتطويرها إلى متنزه عائلي وتأثيث مجموعة من المرافق الثقافية والترفيهية والاجتماعية. كذلك قدم الجانب التونسي مجموعة أخرى من المقترحات من بينها دعم أعمال الصيانة والتعهد التي يشهدها سنويا جامع عقبة بن نافع، بالإضافة للمساهمة في تجهيز القسط المتبقي من متحف الحضارة والفنون الإسلامية في رقادة الذي يضم مجموعة كبرى من نفائس الرقائق والمخطوطات والنقود والقطع الخزفية النادرة التي يعود تاريخها إلى الفترة المتراوحة بين القرن الثاني والقرن الثاني عشر للهجرة. وتضمنت المقترحات التونسية كذلك العمل على تجديد التجهيزات والمعدات الحالية لمخبر صيانة وترميم الرقائق والمخطوطات التي غدت متقادمة، وبعضها ما عاد صالحا. ويضم المخبر أكثر من 40 ألفا من الرقائق وخمسة آلاف مخطوط بين مصاحف وكتب علمية تنتظر التحقيق والإنجاز.

في المقابل، أعرب الوفد القطري عن استعداده لدعم مجموعة هذه المشاريع إلى جانب العناية بأسوار القيروان واستكمال تجهيزها بالإضاءة الليلية وتوظيف بعض الدور القيروانية العتيقة والزوايا الأثرية بتحويلها إلى وحدات سياحية ومراكز للعمل الثقافي، بالإضافة إلى إنشاء قرية حرفية تساهم في إبراز الصناعات التقليدية القيروانية الأصيلة، والنظر في إمكانية إحداث مشاريع استثمار بالمنطقة السياحية المزمع إحداثها في منطقة على مقربة من وسط المدينة. ومن المنتظر أن يقدم المعهد التونسي للآثار مجموعة من التقارير الإضافية والدقيقة حول مختلف المقترحات والتصورات، وبخاصة الوضعية الحالية لأهم المواقع والمعالم الأثرية الإسلامية التي تحتاج لتدخلات عاجلة.