تلاميذ المدارس الألمانية يضعون 10 آلاف سمكة سلمون صغيرة في نهر الزيغ

بغية إعادة النوع المنقرض منها إلى أنهار البلاد

نهر الزيغ.. بانتظار عودة سمك السلمون
TT

تعود مشاهدة آخر سمكة سلمون في أنهار ولاية الراين الشمالي - وستفاليا الألمانية وبحيراتها إلى مطلع التسعينات، إذ أدى تلوث المياه بالأسمدة والمواد الكيماوية إلى انقراض هذا النوع من السمك تماما في الولاية الصناعية الضخمة، التي هي الأكبر من حيث عدد السكان في ألمانيا.

دائرة البيئة الاتحادية تحدثت أخيرا عن «نظافة» أنهار الولاية المذكورة، وخصوصا نهري الزيغ والراين، منذ عام 2005، لكن سمك السلمون، مع هذا، لم يعد إليها، ولهذا أقدم علماء بيئيون، بالاشتراك مع تلاميذ مدارس في مدينتي زيغن (قرب منبع النهر) وزيغبورغ (قرب مصبه) على إطلاق 10 آلاف سمكة سلمون صغيرة في نهر الزيغ في محاولة لإعادة دورة حياة السمك الطبيعية في أنهار الولاية وبحيراتها.

الباحث غيرهارد فيلدهاوسن، اختصاصي البيئة السمكية، الذي أشرف على التجربة، أعرب بالأمس عن تفاؤله بنجاح التجربة، لمعرفته أن صغار السمك ستتذكر المسار إلى البحر، كي تعود ثانية منه إلى ألمانيا، وتابع: «بل ربما سيعود بعضها إلى الجنوب، حيث منبع الراين في جبال الألب، كي تبدأ دورتها الطبيعية في الأنهار وفي المياه الألمانية الحلوة».

فيلدهاوسن عمل بصبر وأناة مع 50 تلميذا متطوعا، عملوا في بيوتهم وفي المختبرات المدرسية على تنمية أسماك السلمون الكبيرة، ومن ثم رعاية تفقيس بيضها وولادة أسماك صغيرة، وذكرت إيلينا، من الصف الابتدائي الثالث (9 سنوات)، أنها تنتظر عودة سمك السلمون «على أحر من الجمر، لأن بعض البالغين لا يعرفون أن هذا السمك سيخترق الراين إلى بحر الشمال، وإلى المناطق الصقيعية في اسكندينافيا، ليعود بعدها إلى نهر الزيغ ويفقس من جديد». وتمنى كريستوف (10 سنوات) أن يعود السمك كله سليما إلى مدينة زيغن.. «لا أن يلتهمه البشر».

للعلم، ينبع نهر الزيغ من المناطق الجبلية في منطقة الزيغ بشمال شرقي ولاية الراين الشمالي - وستفاليا، ويخترق الولاية عبر زيغن وغيرها وصولا إلى زيغبورغ، ويصب بعدها في نهر الراين قرب ترويسدورف. ومما قاله فيلدهاوسن: إنه عمل بجهد طوال أشهر «على تنمية الروح البيئية لدى الأطفال ومنح الدروس النظرية عن حياة السلمون لهم».