فوجئ ألوف من المصريين من مستقلي قطار تابع لشبكة «مترو» أنفاق القاهرة المتجه من ضاحية حلوان جنوبا إلى منطقة المرج شمالا، أثناء توجههم إلى مراكز عملهم صباح أمس الأربعاء، بسيدة مصرية حامل في شهرها التاسع تصرخ وتستغيث بسائق المترو من أجل التوقف سريعا، وذلك بعدما فاجأتها آلام المخاض.
السيدة كانت تستقل قطار «المترو» في طريقها إلى عملها بوسط العاصمة المصرية، لكن حالة الولادة باغتتها، فما كان من السيدات المحيطات بها في عربة القطار إلا معاونتها في الصراخ على سائق القطار لتوقيفه. وحقا، بعد توقف القطار، بادرن سريعا إلى إخلاء العربة من الركاب تماما، ووضعن قطعا من الملابس والقماش على نوافذ القطار لحجب الرؤية، وتولين دور الطبيب بتوليدها داخل القطار، لأنه ما كان هناك متسع من الوقت لنقل السيدة للمستشفى.
وفي ما بعد، مع حضور رجال الإسعاف، كان المولود «الذكر» قد خرج للنور، إلا أنهم مع ذلك نقلوا الأم ووليدها إلى المستشفى للتأكد من تعافيها وتماثلها للشفاء. وفي المقابل، سُحب القطار إلى الورش الخاصة به من أجل تنظيف العربة التي شهدت عملية الولادة وتطهيرها.
والطريف، أنه على الرغم من تأخر مئات الركاب عن الوصول إلى عملهم في الوقت المحدد، فإن البعض - كعادة المصريين الذين لا يتخلون عن روح الدعابة حتى في أحلك الظروف - انهالوا بالتعليقات الطريفة والساخرة على هذا الموقف. واقترح نفر منهم أن تطلق السيدة على مولودها اسم أحد مرشحي جولة الإعادة في انتخابات الرئاسة المصرية (أحمد شفيق أو محمد مرسي)، أو تسميته «مترو» على غرار ما فعله الفنان عادل إمام في فيلم «كراكون في الشارع»، عندما سمى مولوده «كراكون» (وهو الاسم الشعبي لـ«المخفر» أو «قسم الشرطة») لتزامن يوم مولده مع وجود شخصية بطل الفيلم، التي مثلها إمام، في قسم الشرطة.