من بين آلاف الصور المخزونة في ذاكرات هواتف جوالة لم يتوافر للشرطة السويسرية غير نشر صورة واحدة فقط لقالب كعك (تورتة) نشرتها، كنداء لعل صاحب الهاتف يتعرف عليها فيسارع لاستعادة هاتفه المسروق.
كانت الشرطة في مدينة جنيف السويسرية قد عثرت، في سياق حملة خاصة بمحاربة المخدرات، على مئات الهواتف الجوالة التي نزعت شرائحها موضوعة في مستودعات من المستودعات الآمنة الموجودة في محطات القطارات الكبرى. وفي محاولة للوصول إلى أصحاب هذه الهواتف الجوالة، باشرت الشرطة عمليات مراجعة وتنقيب وصفت بالمرهقة، بحثا عن صور ظنا أن بمقدورها، عبر الاستعانة بنشرها، لفت انتباه مالكيها الأصليين، فيراجعون بالتالي الإدارة المختصة لاستعادة مسروقاتهم.
ولكن على الرغم من سهولة الأمر - كما بدا للوهلة الأولى – فقد تلقت الشرطة نصيحة من قانونيين بتحاشي النشر تحسبا لمساءلات قانونية قد تلاحقها، حتى من قبل من تحاول مساعدتهم. والسبب هو احتمال اتهامها بانتهاك «قوانين الخصوصية» المطبقة تطبيقا صارما في سويسرا. وفي ضوء ذلك غدت الشرطة عاجزة تماما عن الاستفادة من الكم الهائل المتجمع لديها من الصور.
من ناحية أخرى، تحوطا كي لا تجد الشرطة نفسها موضع مساءلة، رغم حسن نياتها وواقع أنه ليس في الأمر أي غاية للإيقاع بأحد، أحجمت الشرطة السويسرية عن استخدام أي صورة باستثناء «التورتة»، متجنبة تماما الصور الشخصية وصور المنازل والسيارات.