أول طائرة «طاقة شمسية» تطير من أوروبا إلى أفريقيا تحط في الرباط

قائد الطائرة: هذه أجمل رحلة في حياتي حلمت بها منذ الطفولة

طائرة «سولار امبولس» التي تستعمل الطاقة الشمسية وصلت إلى الرباط قادمة من مدريد، في رحلة تعتبر تاريخية (أ.ف.ب)
TT

حطت في منتصف الليلة قبل الماضية في مطار سلا، المجاور للرباط، طائرة «سولار امبولس» التي تستعمل الطاقة الشمسية، قادمة من مطار باراخاس في ضواحي العاصمة الإسبانية مدريد، في رحلة تعتبر تاريخية، لأول طائرة تستعمل الطاقة الشمسية بين أوروبا وأفريقيا. وخصص استقبال رسمي لطاقم الطائرة لدى وصولها إلى الرباط، شارك فيه عدد من الوزراء والمسؤولين الحكوميين، وزليخة الناصري مستشارة العاهل المغربي الملك محمد السادس. وفور توقف محركات الطائرة أطل قائدها برتراند بيكارد والابتسامة تعلو وجهه، حيث كان في انتظاره عند سلم الطائرة مصطفى الباكوري مدير الوكالة الحكومية المغربية للطاقة الشمسية، التي تشيد حاليا أكبر محطة للطاقة الشمسية في العالم بمدينة ورزازات في جنوب المغرب.

وقال بيكارد (54 سنة) قائد الطائرة التي قطعت المسافة بين مدريد والرباط في 19 ساعة: «هذه أجمل رحلة في تاريخ حياتي، كنت أحلم منذ أن كنت طفلا التحليق بطائرة لا تستعمل الوقود». وكان ارتفاع الطائرة يصل أحيانا إلى 28 ألف قدم (8500 متر). يشار إلى أن بيكارد (سويسري) سبق له أن طار حول العالم مستعملا منطادا. وقال الطيار آندرو بورشبيرغ الشريك في المشروع للصحافيين في مطار سلا: «يمكن للطائرة الآن الطيران ليل نهار، يمكننا الآن الثقة في هذه التكنولوجيا». تجدر الإشارة إلى أن الطائرة تحمل بطاريات خاصة تخزن الطاقة الشمسية لتستعملها الطائرة ليلا. وقال بيكار للصحافيين: «الرحلة كانت ممتعة لكنني وزميلي آندرو لم نتمتع بها كثيرا حيث كان همنا أن تصل الطائرة إلى المغرب». وقال إنهم اختاروا المغرب تشجيعا لمشروعه الرائد في مجال الطاقة الشمسية.

وكان مشروع تصميم طائرة تستعمل الطاقة الشمسية بدأ في عام 2003 بميزانية تغطي عشر سنوات من الأبحاث والتجارب، وتبلغ تكلفة المشروع 112 مليون دولار. واستغرق بناء الطائرة «سولار» سبع سنوات، وهي طائرة لا تنبعث منها أية غازات بسبب الوقود المخزن عبر الطاقة الشمسية، ولا علاقة لها إطلاقا بالتلوث. ولا يزال الوقت مبكرا لتصبح هذه الطائرة، التي انطلقت في هذه الرحلة من مطار بايرن في سويسرا يوم 25 مايو (أيار) الماضي، لتنافس الطائرات العادية، إذ إن الرحلة التي استغرقت 19 ساعة بين مدريد والرباط تستغرق في الواقع قرابة ساعة وربع بين العاصمتين برحلة طائرة عادية.