46 شكوى تصل إلى الادعاء النمساوي في قضية «الخبير» الموسيقي المزور

فضيحة «المستر ستراديفاري» تتفاعل

إحدى كمنجات ستراديفاري الأصلية
TT

قال المدعي العام النمساوي إن مكتبه ما زال يبحث بصورة شبه يومية مستجدات أكبر قضية احتيال «موسيقي» في تاريخ النمسا. وذكر أنه تلقى حتى الآن 46 شكوى وصلت إليه من بقاع مختلفة من العالم ضد ديتمار ماشهولد، المشهور بـ«المستر ستراديفاري» بصفته أبرز الخبراء والسماسرة في معاينة وتجارة آلة الكمان (الكمنجة) التي يرتبط أجودها وأفخمها بالصنايعي الإيطالي التاريخي أنطونيو ستراديفاري.

ماشهولد (61 سنة) يقبع منذ نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي في السجن العام بالعاصمة النمساوية فيينا بعدما تمكنت السلطات النمساوية من استعادته في أعقاب فراره إلى سويسرا، وكان بنك ألماني قد طالب بتوقيف ماشهولد بتهمتي الغش والخداع لحصوله على قرض تفوق قيمته 5 ملايين يورو بضمان كمنجتين ادعى أنهما نادرتان في حين لا تزيد قيمتهما الحقيقية على 3 آلاف يورو لا أكثر! وقد تكشف لاحقا أن ماشهولد، بمساعدة زوجته، تمرس في استغلال شهرته وخبرته ووسامته ورفاهية الحياة التي كان يعيشها لخداع أكثر من بنك من أكبر البنوك الأوروبية، للحصول على قروض مقدما شهادات زورها بنفسه وعددا من الكمنجات كضمان بادعاء أنها أصلية، أي أنها مما تبقى من قطع محدودة العدد صنعها ستراديفاري (1644 - 1737). وللعلم، يقدر الخبراء أن عدد ما تبقى مما صنعه ستراديفاري من كمنجات نحو 512 كمنجة فقط.

وكان ماشهولد يمتلك أكثر من متجر ومكتب للتثمين والسمسرة في مجال بيع الآلات الموسيقية حتى في دول كأستراليا والولايات المتحدة واليابان، وذلك حتى كشفه ذلك البنك الألماني عندما أقدم موظف حذر على طلب رأي ثان لتقييم كمنجتين كان البنك قد قبلهما كضمان من ماشهولد. وكانت تلك الشهادة المستقلة بمثابة «القشة التي قصمت ظهر البعير» منبهة آخرين، بما في ذلك فرق موسيقية منها فرقة «نيوجيرزي» الفيلهارمونية، وشركات ومؤسسات قبلت كلمته ووثقت في استشاراته لسنوات وسنوات بدعوى أنه يعرف الآلات الموسيقية، وإن تلك «موهبة» ظلت تتوارث جيلا بعد جيل منذ عام 1861.