طيار ألماني زائف يتقمص شخصية دي كابريو في فيلم

اشترى بدلة موظفي «لوفتهانزا» وصار يتنقل ويطير ويبيت في فنادق الدرجة الأولى

ليونادرو دي كابريو في فيلم «أمسكني إن استطعت» يتقمص شخصية طيار زائف في «بان أميركان»
TT

في فيلم «أمسكني إن استطعت» يتخذ ليونادرو دي كابريو شخصية طيار زائف في «بان أميركان» ويدوخ لعدة سنوات شرطة المباحث التي يقودها توم هانكس. ويتحول الطيار المزيف إلى أكبر مزور للصكوك المصرفية في الولايات المتحدة، قبل أن يقع في قبضة الشرطة، ويتعاون في النهاية معها، للكشف عن المزيفين.

الألماني مارك ج. (24 سنة) تقمص شخصية ليوناردو دي كابريو في الفيلم وتحول إلى طيار زائف يعيش على حساب شركات الطيران. اشترى بدلة موظفي «لوفتهانزا» حقيقية من الإنترنت، وصار يتنقل ويطير ويبيت في فنادق الدرجة الأولى، في معظم أنحاء العالم، على حساب شركات الطيران.

يقول المثل «ما طار طير وارتفع.. إلا كما طار وقع» وهذا ما حصل مع مارك ج. بعد طيرانه العالي، لأنه يمثل أمام محكمة دسلدورف، عاصمة ولاية الراين الشمالي - فيستفاليا، بتهمة الاحتيال واللصوصية. وتقول النيابة العامة إن حياة الطيار المزيف المرفهة خلال السنوات الماضية ألحقت بشركات الطيران خسائر تقدر بـ800 ألف يورو.

المتهم اعترف أمام القاضي بأنه كان يحلم منذ طفولته بأن يصبح طيارا، ولأن شركات الطيران كانت ترفضه، فقد فضل أن «يمنح نفسه» لقب طيار. بل إنه، وبعد سنتين من النجاح في الحياة كطيار، صار يتنقل ببدلة رئيس طيارين، ومدرب طيارين هواة. وكان يسافر دائما على طائرات «باص» لأنها «حبيبته»، حسب وصفه.

وطبيعي، فإن الحياة كطيار مزيف دفعته أيضا لتزوير الصكوك، ودفع مشترياته ببطاقة مزورة سرقها من طيار ألماني ثمل في تايلاند. وكان يتنقل بين المدن الألمانية وغير الألمانية بسيارات الأجرة، ويدفع الأجرة بواسطة صكوك وبطاقات ائتمان مزورة. واشترى في هذه الأثناء سيارة جاكوار، واقتنى زورقا سياحيا في ميناء هامبورغ.

المتهم، وبسبب رغبته في الحصول على حكم مخفف أيضا اعترف بأنه زور شهادة دكتوراه في علوم الطيران، و«اشترى» لقب «أمير» بالمال على الإنترنت، وهي معلومات كانت النيابة العامة تجهلها.

قاضية المحكمة أبدت تساهلا مع مارك ج. بسبب اعترافاته المفصلة، واستعداده للعمل «الشريف»، وإعادة المبالغ التي اختلسها. ولأنه، وهذا هو المهم، لم يجازف بقيادة طيارة مرة، ولم يعرض حياة الناس إلى الخطر.