المغرب: الارتفاع غير المسبوق للحرارة يجبر الحمام على الاستحمام في برك المياه

في هدية مجانية للمصورين بوسط الرباط

حمام يستحم ويرتوي في إحدى برك شارع محمد الخامس في قلب الرباط (تصوير: منير أمحميدات)
TT

تمر المغرب بموجة حرارة غير مسبوقة يتوقع أن تصل اليوم (الخميس) في بعض المناطق إلى 48 درجة مئوية، ولقد جلبت هذه الحرارة المرتفعة، التي تتوقع مصادر الأرصاد المغربية استمرارها لأسبوع، ظواهر غير معتادة معها؛ إذ أجبر ارتفاع الحرارة الناس في معظم المدن على التوجه نحو الشوارع الرئيسية والحدائق العامة والأمكنة المفتوحة، خاصة في المدن البعيدة عن الشواطئ.

ولكن في العاصمة المغربية الرباط استرعت الانتباه ظاهرة اندفاع أسراب الحمام إلى الاستحمام في مياه برك (جمع بركة) شارع محمد الخامس بوسط المدينة. ومعروف هنا أن المصورين الفوتوغرافيين دأبوا على الوقوف في هذا الشارع ونثر حبوب الذرة على الأرض لتحفيز الحمام على التجمع، أو التقاط الحب من أيديهم أو أيدي المارة، ما يشجعهم على التقاط صورة تذكارية. بيد أن الحرارة المفرطة أجبرت الحمام على التوجه إلى مياه البرك ليستحم ويشرب من المياه المتدفقة ويظل قرب حافة البرك غير مكترث بفضول المارة.

إلى ذلك توجد في المغرب ثلاثة أنواع من الحمام، النوع الأول يعيش في المزارع، والثاني على أسطح المنازل ويربيه المواطنون، أما النوع الثالث فهو الذي يطلق عليه المغاربة اسم «حمام الشوارع»، وهو يعيش في أبنية الوسط التجاري في عدد من المدن، وخاصة قرب الساحات الكبيرة، ومعظمه رمادي اللون، يعرف في بعض الدول العربية باسم «الحمام الجبلي». ولا يصطاد الناس في المغرب هذا النوع من الحمام لذلك ظل يتكاثر. وفي عدة مدن حيث يعتمد عليه المصورون المتجولون من أجل تحفيز المارة لالتقاط صور وهو يقتات من أيديهم.

وقبالة البرلمان أمس كانت هناك مجموعة من الجنود المتقاعدين معتصمين منذ أسابيع يطالبون بتحسين أوضاعهم، وفي الوقت نفسه كان كثيرون من الصبية والشباب يجلسون فوق أرصفة في الشارع يتابعون أسراب الحمام وهي تغتسل في النافورة غير عابئة بصخب أطفال تجمعوا حولها.