حرب كبد الإوز بدأت بين كاليفورنيا وباريس

الولاية الأميركية تمنع الطبق الفرنسي وباريس ترد بمقاطعة منتجاتها

TT

بعد دخول قانون أميركي يمنع بيع كبد الإوز المسمن حيز التنفيذ، مطلع الشهر الحالي، في ولاية كاليفورنيا، ردّ المزارعون ومربو الحيوانات في فرنسا بحملة لحث أصحاب المطاعم على مقاطعة المنتجات المستوردة من كاليفورنيا.

ويقف وراء القانون الأميركي جون بيرتون، العضو السابق في البرلمان. وهو لم يتوان عن تشبيه تسمين الإوز بعمليات التعذيب بتغطيس الرأس في الماء، أو بختان الإناث. ويعمد منتجو هذا الصنف من الطعام إلى إجبار الطيور على تناول حبوب فوق طاقتها، بواسطة مضخة تدسّ في مناقيرها. وكان بيرتون قد صرّح لصحيفة أميركية، أول من أمس، بأنه يتمنى أن يرى منتجي كبد الإوز في فرنسا وهم يخضعون لعملية تسمين قسرية لكي يشعروا بما يشعر به الحيوان.

وتنشط جمعيات الدفاع عن الحيوان، منذ فترة طويلة، لوقف تسمين البط والإوز بهدف تضخيم أكبادها التي تباع، بعد الذبح، بأسعار مرتفعة وتعتبر من أرقى أطعمة المطبخ الفرنسي. لكن المساعي التي تقودها الممثلة المعتزلة بريجيت باردو فشلت في باريس بينما وجدت ترحابا في الضفة الأخرى من المحيط؛ حيث أسفرت حملة التصويت، عام 2004، عن قانون يمنع استيراد وتداول كبد الإوز المسمن على الطريقة الفرنسية. وهو القانون الذي تطبقه كاليفورنيا على مطاعمها، منذ الأحد الماضي، على الرغم من أن معظم سكان الولاية لم يتذوقوا الطبق الفرنسي في حياتهم. ويعاقب القانون بغرامة قدرها 1000 دولار كل من يضبط وهو ينتج أو يبيع الكبد المسمن. لكن جهود أصحاب المطاعم الراقية في الولاية، ومنهم توماس كيلر، الطباخ الأميركي الوحيد الحاصل على نجمتين في «دليل ميشلان» الشهير عالميا، لم تنجح في إلغاء القانون الذي لم تجد ولايات مجاورة، مثل نيفادا، سببا لاعتماده.

ومن مدينة جيرس، عاصمة تسمين الإوز في جنوب غربي فرنسا، دعا رئيس المجلس البلدي فيليب مارتان إلى مقاطعة الأنبذة المنتجة في كاليفورنيا، على الساحل الغربي للولايات المتحدة. ومن جهتها أوضحت ماري كلير بيه، المفوضة العامة لتعاونية منتجي كبد الإوز، أن المنع الأميركي لن يشكل خسائر تذكر للمزارعين الفرنسيين لأن مبيعات كاليفورنيا لا تشكل أكثر من اثنين في المائة من وارداتهم، لكنه يضر بسمعة الطبق الفرنسي الشهير عالميا، من كبد الإوز. وأضافت: «لا يمكننا السكوت على كل ما يقال ضدنا لأننا نحترم الطيور التي تتمتع، عكس الإنسان، بقنوات ابتلاع مطاطة.