أدت شائعات عن ظهور أسماك قرش بشواطئ مدينة الإسكندرية بمصر لإثارة الذعر، خاصة بعد أن أسهمت وسائل الاتصال الحديثة في نشر هذه الشائعات على نطاق كبير، لكن مدير المعهد القومي لعلوم البحار، الدكتور ممدوح فهمي، نفى لـ«الشرق الأوسط» صحة هذه الأنباء، قائلا إن شواطئ المدينة هنا ليست مكانا مفضلا لأسماك القرش القاتلة.
وعاش سكان مدينة الإسكندرية وزوارها من رواد الشواطئ أمس يوما مثيرا، بعد سريان أنباء بينهم عن ظهور مفاجئ لأعداد كبيرة من أسماك القرش بشواطئ المدينة، خاصة بعد أن نشرت وسائل إعلام محلية الخبر، وأكدت حدوثه في أكثر من شاطئ، مشيرة في الوقت ذاته إلى تلقي أقسام شرطة بغرب وشرق الإسكندرية بلاغات من المصطافين بوجود هذه الأسماك.
لكن مدير المعهد القومي لعلوم البحار بالمدينة نفى تلك الأخبار، واصفا إياها بالشائعات، مشيرا إلى أن المعهد هو أول من يتم إخطاره بهذه الأمور في حال تلقي أي بلاغات من المصطافين ورواد البحر.
وقال فهمي لـ«الشرق الأوسط» إن احتمال ظهور أسماك القرش القاتلة على شواطئ الإسكندرية أمر مستبعد، حيث تعتبر مياه البحر المتوسط غير ذات طبيعة مؤهلة لحياة أسماك القرش الأبيض القاتل.
بينما أوضحت إحدى الباحثات بالمعهد، الذي يضم نخبة من علماء البحار والأسماك البحرية، أن شواطئ مدينة الإسكندرية يعيش بها بالفعل أنواع وسلالات كثيرة من أسماك القرش الصغيرة غير القاتلة بشكل طبيعي ولا يشعر بها المصطافون ورواد البحر لأنها تعيش في أعماق كبيرة، حتى إن الصيادين بمنطقة أبو قير يعرضون يوميا كثيرا من هذه الأنواع للبيع، لافتة في الوقت ذاته إلى أن البيئة البحرية في المدينة لا تصلح لمعيشة أسماك القرش القاتلة التي تحتاج لانتشار الطحالب والمرجان والأعشاب البحرية، وهو ما لا يتوافر بمياه البحر الأبيض المتوسط، وإن كان يتوافر بكثرة في مياه البحر الأحمر، وهو ما يُستبعد معه وجود أسماك القرش القاتلة.