إضراب الزبّالين يربك «معدة باريس» التي تهضم 8 مليارات يورو سنويا

تلال من أكياس القمامة والصناديق المستهلكة تتكوّم في سوق رانجيس

منظر عام لسوق رانجيس بضواحي العاصمة الفرنسية باريس
TT

في اليوم الثامن من إضراب عمال القمامة الفرنسيين عن العمل في أسواق رانجيس لبيع المواد الغذائية بالجملة، بدأت روائح العفن تلوّث هواء المنطقة التي تحمل لقب «معدة باريس» وتقع في الضواحي الجنوبية للعاصمة الفرنسية. وكان 65 زبالا يعملون لدى شركة «كوفيد» لجمع القمامة قد أعلنوا التوقّف عن العمل خلال الأسبوع الماضي، للمطالبة بتحسين ظروفهم.

وعلى الرغم من أن الشركة هي واحدة من مجموعة شركات تتعهّد بتنظيف المنطقة التي تضم أكبر سوق للخضار واللحوم والفواكه في أُوروبا، فإن آثار الإضراب بدت واضحة للعين بشكل لافت، وباتت تهدد بنتائج مسيئة على تجارة المواد الغذائية في رانجيس، بمختلف أنواعها. إذ لم تؤد المفاوضات الأولية بين النقابات وإدارة الشركة إلى حل حتى الآن، وهكذا تحوّل محيط السوق إلى تلال من أكياس الزبالة والصناديق الخشبية المستهلكة للخضار والفواكه وحاويات اللحوم والأسماك المصنوعة من الفلّين. للعلم، يتجمّع في رانجيس 1200 تاجر للبيع بالجملة، على مليوني متر مربع، وهي السوق التي تزود العاصمة باريس والمناطق المحيطة بها بكل ما يدخل أفواه ساكنيها من طعام، حيث تخدم 18 مليون مستهلك ويدخلها مليون ونصف المليون طن من الأغذية الطازجة أو المجمّدة، سنويا، من مختلف المصادر والدول. كما تحقّق «معدة باريس» رقم مبيعات يصل إلى 8 مليارات يورو سنويا.

يذكر أن سوق الجملة للمواد الغذائية كانت قائمة في منطقة «الهال»، بوسط باريس، منذ القرن الحادي عشر. لكنها توسعت مع بدايات القرن العشرين بحيث صارت شاحنات النقل تسبب شللا للمرور في الشوارع المحيطة به. وعام 1962 أعلن رسميا عن نقل «معدة باريس» إلى خارج العاصمة، وبالتحديد إلى بلدة رانجيس، القريبة من مطار أُورلي الدولي.