قرية فرنسية تتضامن لدفع غرامة قاتل

تنادى سكان قرية صغيرة في شرق فرنسا لجمع مبلغ 80 ألف يورو لدفع غرامة فرضتها المحكمة على جارٍ لهم تورط، دون قصد، في مقتل رجل يعاني من تخلف عقلي.

وقع الحادث قبل 4 سنوات في قرية فيزيه، التي لا يزيد عدد سكانها على 180 شخصا، إذ وجه العامل الكهربائي شارل بو طعنة إلى فريديريك باديه بعدما ضبطه متلبسا بسرقة مخزن للغلال. وكان الضحية معاقا بنسبة 80 في المائة ومعروفا بين القرويين بسبب تجاوزاته الكثيرة عليهم. وعلى الأثر حوكم الجاني بتهمة العنف المفضي إلى القتل غير العمد، وصدر ضده حكم بالسجن لمدة 5 سنوات، 4 منها مع وقف التنفيذ، بجانب غرامة مقدارها 80 ألف يورو.

ولكن في أعقاب استئناف المتهم الحكم قررت محكمة الاستئناف في ديجون تشديد العقوبة، قبل 3 أشهر، حيث ثبتت تنفيذ مدة السجن فعليا، بالإضافة إلى الغرامة. وهنا استنكر الأهالي قرار محكمة الاستئناف واعتبروه قاسيا، ومن ثم قرروا التضامن في ما بينهم لجمع مبلغ 80 ألف يورو لتسديد الغرامة. وقادت الحملة جمعية محلية سبق أن تشكلت لمساعدة الأهالي الذين يمرون بضائقة.

جاكلين باديه، والدة الضحية، استهجنت موقف القرويين الذين اتهمتهم بـ«التضامن من أجل قاتل»، وقالت إنهم لا يدركون أنها حرمت من ولدها إلى نهاية العمر. ونددت بنساء القرية اللواتي ساهمن في الحملة، وبدأن بصنع الحلويات لبيعها على المارة، بينما راح الرجال ينظمون مسابقات «تومبولا» (سحب) ويانصيب لتوفير المبلغ المطلوب، عدا عن موقف البلدية التي أقرت التبرع بمبلغ 1000 يورو للحملة.

من جهتهم، اعتبر سكان القرية أن وقوفهم مع المتهم طبيعي لأنه عامل لم يرتكب جنحة من قبل، بينما كان القتيل قد أرهبهم باعتداءاته عليهم.