علماء أميركيون يحللون التسلسل الجيني لجرثومة مستعصية على المضادات الحيوية

بعدما تسببت في 11 وفاة

TT

نشر فريق من العلماء الأميركيين أمس (الأربعاء) في دورية «ساينس ترانسليشونال ميديسين» كيف تمكنوا من تحليل التسلسل الجيني لبكتيريا مقاومة لمعظم المضادات الحيوية في مستشفى تابع للسلطات الصحية في الولايات المتحدة الأميركية، حالة بحال. وكانت عدوى هذه الجرثومة قد انتقلت خلال بضعة أشهر إلى مرضى جدد رغم كل الحرص من قبل إدارة المستشفى على حسن التعقيم.

وذكرت وكالة الأنباء الألمانية التي نقلت الخبر، أن عدد الإصابات ارتفع إلى 18 إصابة توفي منهم 11 شخصا منهم 6 أشخاص بسبب هذه الجرثومة، في حين توفي الباقون وفاة طبيعية بسبب مرضهم الأصلي. وفي نهاية المطاف لم يسيطر الأطباء على المشكلة إلا من خلال الكثير من الفحوص وبمساعدة علم الجينات. ولمتابعة طريق العدوى من أول مرضى مصابين، إلى المصابين الجدد، عكف فريق العلماء الباحثين تحت إشراف تارا بالمور، من المعهد الوطني للصحة، في مدينة بيثيسدا بولاية ماريلاند، في ضواحي العاصمة الأميركية واشنطن، على تحليل التسلسل الجيني للبكتيريا التي أصابت كل مريض على حدة. ومن ثم تبين للباحثين من خلال النتائج التي نشروها أمس أن التحورات القليلة التي كشفوا عنها تنطوي على نوع من الخاتم الزمني يمكن من خلاله تتبع خطوات انتقال العدوى، وبذلك معرفة طريق انتقالها.

يذكر الجرثومة المعروفة باسم «كليبسيلا بنوموني» تسببت في كثير من أنواع العدوى الخطيرة خاصة لدى ذوي الجهاز المناعي الضعيف. وتتمتع بعض فصائل هذه الجرثومة بالقدرة على التعامل مع عدد من المضادات الحيوية وهو ما يجعلها تستعصي على الوسائل العلاجية التقليدية، وهو ما حدث بالفعل مع مريضة في الثالثة والأربعين من عمرها كانت نقلت للمستشفى في الثالث عشر من يونيو (حزيران) عام 2011. وعلى الرغم من فصلها الفوري عن بقية مرضى المستشفى حدثت حالات إصابة جديدة بالعدوى التي تحملها تغلب عليها الأطباء في النهاية من خلال فرض إجراءات رقابة ومتابعة مشددة، ثم حلل العلماء الباحثون فيما بعد التسلسل الجيني للبكتيريا التي فصلوها من قبل عن المريضة.

وفي تعليق على هذا الاكتشاف قال إيريك غرين، مدير المعهد الوطني لأبحاث المجموع الوراثي البشري، إن «هذه الدراسة تعطينا صورة عن الكيفية التي يمكن أن تغير بها الأساليب الوراثية طريقة تعاملنا مع الأوبئة الميكروبية في المستقبل».