مصرع 43 شخصا في حادث سير بالمغرب

وزير النقل: نحتاج إلى ثورة على مستوى القيم والسلوك البشري لمواجهة حرب الطرق

TT

لقي 43 شخصا مصرعهم وأصيب 24 آخرون بجروح، في حادث انقلاب حافلة للركاب وسقوطها في منحدر، ليلة أول من أمس الثلاثاء، على بعد 120 كيلومترا، إلى الجنوب من مراكش. ويوجد بين الضحايا 9 نساء وطفل واحد.

ووقع الحادث نحو الساعة الثانية صباحا في إقليم الحوز على الطريق الوطني رقم 9 الرابط بين زاكورة ومراكش، حينما هوت حافلة للركاب كانت قادمة من مدينة زاكورة في منحدر، على ارتفاع 300 متر.

ونقل عن بعض الناجين أن أسباب الحادث ترجع إلى ضعف في فرامل الحافلة. وعلاوة على عامل الحالة الميكانيكية للحافلة، تعرف المنطقة التي وقعت فيها الحادثة بوعورة وخطورة المسالك.

وتم نقل 21 مصابا إلى قسم المستعجلات بمستشفى ابن طفيل بمراكش و3 آخرين إلى المستشفى الإقليمي بورزازات لتلقي العلاجات الضرورية. وعلمت «الشرق الأوسط» من مصادر طبية بقسم المستعجلات بمراكش أن أربعة جرحى يوجدون في حالة خطيرة، ما يؤكد أن حصيلة القتلى تبقى مرشحة للارتفاع.

وشدد عزيز الرباح، وزير التجهيز والنقل، خلال زيارته لقسم المستعجلات بمستشفى ابن طفيل بمراكش، وتفقده للمصابين، على «المسؤولية البشرية» في حوادث السير التي تقع بالمملكة، مشيرا إلى «المجهود الجبار الذي تقوم به الحكومة والدولة للحد من حرب الطرق، من خلال الاستثمار في البنية التحتية والمراقبة وإزالة النقط السوداء وتخصيص ميزانية لدعم المجتمع المدني على صعيد التحسيس والتوعية».

واستشهد رباح بعدد من الدراسات التي أكدت أن 80% من حوادث السير ترجع إلى أخطاء وسلوكيات بشرية، مشيرا إلى أن الحافلة التي تعرضت للحادثة تقل حمولة ركاب زائدة بمقدار الثلث (زائد 18 راكبا).

وأكد رباح أن الحكومة ستواصل «العمل بصرامة مع النقل العمومي من خلال تكثيف المراقبة ووضع رادارات بجودة عالية يعهد بها إلى القطاع الخاص»، مشددا على أن «نجاح الدولة على مستوى البنيات التحتية ووضع القوانين والبرامج يتطلب ثورة على مستوى القيم والسلوك البشري»، مشيرا إلى أن الوزارة بصدد وضع دراسة حول الآثار الاجتماعية لحوادث السير.

كما بعث العاهل المغربي، الملك محمد السادس، برسائل إلى أسر الضحايا وإلى المصابين، ضمنها تعازيه الحارة ودعواته إلى الله تعالى بأن يتغمد المتوفين منهم بواسع رحمته وغفرانه وأن يلهم ذويهم جميل الصبر وحسن العزاء، وأن يمن على المصابين بالشفاء العاجل. كما قرر العاهل المغربي، حسب بلاغ للديوان الملكي، التكفل شخصيا بلوازم نقل جثامين الضحايا ودفنهم ومآتم عزائهم وبعلاج المصابين. ومشاطرة لأسر الضحايا آلامهم وتخفيفا لما ألم بهم من رزء فادح، أصدر العاهل المغربي، تعليماته إلى السلطات المختصة لاتخاذ الإجراءات الضرورية من أجل تقديم الدعم والمساعدة الضروريين لهم.