هل تبقى قرية «بروناو إم إن» النمساوية مسقط رأس هتلر حبيسة جرائمه؟!

يتجدد النقاش فيها بحثا عن طريقة لفك ارتباطها به

تعلو أصوات تنادي بالإبقاء على المنزل في هذا الشارع وتحويله إلى متحف
TT

هل كتب على قرية نمساوية صغيرة وجميلة أن تظل حبيسة «لعنة» تلاحقها، كونها مولد الزعيم النازي هتلر؟! شهدت قرية «بروناو إم إن» يوم الأحد السادسة والنصف صباح 20 أبريل (نيسان) 1889 مولد الطفل أدولف ألويس الذي أصبح مشهورا باسم هتلر، والذي لم يعش فيها غير ثلاث سنوات فقط. فهل من العدل أن يظل اسمها مرتبطا باسمه وتاريخه طيلة عمرها؟! هذا النزاع لم يغب يوما عن «بروناو إم إن»، القرية النمساوية التي يفصلها نهر صغير عن ألمانيا التي تعتبر الموطن الحقيقي لهتلر، إذ حمل جنسيتها وقاد جيوشها ليحكم العالم مما تسبب في قيام الحرب العالمية الثانية.

هذه الأيام ترتفع وتيرة النقاش وتتجدد بحثا عن كيفية تمكن من فك الارتباط بين هتلر و«بروناو إم إن» خاصة أن مجلس التخطيط الاستراتيجي عليه البت ليخرجها من التاريخ إلى المستقبل، وبالطبع فإن أكثر المواضيع إثارة للجدل هو الذي يجب عمله بخصوص منزل آل هتلر. ومما هو واضح أن البلدة لا تجمع على ضرورة هدم المنزل بعد أن أبقت عليه فترة 123 عاما، مستشهدة بأن القوات الأميركية نفسها كانت قد اتخذت قرارا بعدم هدم المنزل يوم دخولها وتحريرها للنمسا، وكان جنود أميركيون قد اكتفوا بكتابة كلمات تمجد الحرية والديمقراطية وتدين الفاشية.

وفي هذا السياق، تعلو أصوات تؤمن بأنه من المفيد الإبقاء على المنزل كرمز، وأن يتخذ عمدة المدينة بكل شجاعة وقوة قرارا يحوله إلى متحف بدلا عن أن تستمر البلدة في سلوكها كالنعامة التي تحاول دفن رأسها في الرمال وتتجاهل الموضوع.

كل ما يتوجب هو صياغة قوانين حازمة تمنع التجمهر حتى لا يتحول الموقع لمزار للنازيين الجدد، في حين يتخوف معارضون من حادثة متجر سابق نجح في تجميع شباب النازيين ببيعه قبعات وقمصانا تحمل الشعارات النازية مما دفع بالسلطات للتدخل وإغلاقه.

من جانبها، وحتى اللحظة لم تفصح وارثة المبنى الذي يتكون من ثلاثة طوابق ضمنها الشقة التي ولد فيها هتلر عما ستفعله، خاصة أن المبنى ظل خاليا منذ عام 1972 بعد أن كان مؤجرا لوزارة الداخلية النمساوية.