قام أعضاء ينتمون إلى تجمع مناهض لإشاعة الخوف من الإسلام «إسلاموفوبيا» في فرنسا، صباح أمس، بتوزيع المعجنات المحلية الشهيرة المحشوة بالشوكولاته، مجانا، أمام محطة سان لازار للقطارات في وسط العاصمة باريس. وجاء التوزيع بمثابة الرد على ما تفوه به من عبارات معادية للمسلمين، الوزير السابق جان فرنسوا كوبيه، الأمين العام لحزب الاتحاد من أجل حركة شعبية والمتحدث السابق باسم حكومة اليمين أثناء ولاية الرئيس السابق نيكولا ساركوزي.
كان كوبيه، قد قال في خطاب له الجمعة الماضية، إنه لن يتسامح مع أفعال تبدر عن إسلاميين يعيشون في البلاد، وضرب مثلا بمن وصفهم بـ«زعران ينتزعون فطائر الخبز بالشوكولاته من أطفال على أبواب المدارس» لأن تناول الطعام ممنوع في نهار شهر رمضان.
وجاء في بيان وزعه أفراد التجمع أن من اللطيف «أن يحظى المسافرون المارون على رصيف المحطة بفرصة ابتداء نهارهم بفطيرة الخبز بالشوكولاته التي يقدمها لهم مواطنوهم المسلمون». وأضاف البيان أنها فرصة لتبادل الرأي حول أحداث الساعة، وبالأخص القضايا المتعلقة بالإسلام، بعيدا عن الأحكام المسبقة وفي جو من التعايش.
وأثارت عبارة كوبيه، الذي يخوض منافسة حامية مع رئيس الوزراء السابق فرنسوا فيون على قيادة الحزب، ردود فعل كثيرة تستهجن الهبوط بالخطاب السياسي إلى مستويات متدنية وتتضمن تأليبا للرأي العام على فئة معينة من المواطنين الفرنسيين، هم المسلمون. كذلك سخر معلق في برنامج تلفزيوني من المثل «الخائب» الذي استشهد به كوبيه، موضحا أن شهر الصيام حل أثناء العطلة الصيفية للمدارس، هذا العام وفي العام السابق، وعليه فإن ما ذكره السياسي اليميني مستخرج من النفتالين.
كوبيه، يعد أحد أشرس زعماء اليمين، كان قد وصف نفسه بأنه «يهودي غير ممارس». وهو مولود لأب من أصل يهودي روماني ووالدة من أسرة غناصية اليهودية التي كانت تقيم في مدينة مليانة الجزائرية قبل انتقالها إلى فرنسا، منتصف القرن الماضي، بعد نشوب حرب التحرير.