الألماني مسنّ في عائلته متصابٍ في سيارته

حسب دراسة لمعهد متخصص

كبار السن.. تستهويهم السيارات الرياضية
TT

علاقة الألماني بسيارته تذكر كثيرين بفيلم كارتون قديم لوالت ديزني اسمه «درايف» يصور رجلا مسالما، يخشى أن يدوس نملة حين يسير على قدميه، لكنه ينقلب إلى شيطان رجيم حالما يستقل سيارته، فيتجاوز إشارات المرور ويجتاح الأرصفة، ولا يتورع عن دهس الناس.

هذه هي الحال تماما مع نسبة عالية من الألمان الاعتياديين حين يضحك الشيب في رؤوسهم، فيبدون مسالمين وهادئين بين أفراد عوائلهم، لكنهم يتحولون إلى مغامرين متصابين عندما يتعلق الأمر بسياراتهم. وهذا ما تتوصل إليه دراسة جديدة عن علاقة السن بالسيارة أجراها معهد «كار» (مختصر اسم معهد أبحاث السيارات) في ولاية الراين الشمالي - ويستفاليا.

حسب الدراسة فإن رغبة الألماني في شراء السيارات السريعة والغالية تزداد مع تقدمه في العمر، وهذا برغم ميل المسنين العام في العالم لشراء السيارات «الأمينة». وتبدو هذه الحقيقة في تناقض ظاهر مع توجهات المسؤولين عن الدعاية في شركات صناعة السيارات، لأن صانعي السيارات السريعة يخاطبون الشباب، في حين يخاطب منتجو السيارات الأمينة، غالبا، المتقدمين في العمر.

الدراسة تكشف أيضا أن معدل أعمار الذين يشترون سيارات «جاغوار» يبلغ (56.6 سنة)، و«بورشه» نحو (56.2 سنة)، والطرازات الرياضية من «مرسيدس بنز» (56.1 سنة)، و«آودي» (53.1 سنة)..إلخ. وتأتي سيارة «ميني» البريطانية في ذيل القائمة لأن من يشتريها يتراوح عمره حول 44.7 سنة. وبصفة عامة، كان معدل أعمار مشتري السيارات الجديدة السريعة عام 2011 يبلغ 50.8 سنة، أي أعلى من معدل أعمارهم عام 2009 بنحو نصف سنة. أما الأمر اللافت هنا فهو أن نسبة المسنين – أي من تجاوزوا الـ70 سنة – من مشتري هذه السيارات عام 2011 ارتفعت إلى 11.3 في المائة، مقابل 9.5 في المائة عام 2006. وفي الوقت ذاته، انخفضت نسبة مشتري السيارات السريعة من الشباب – من معدل عمر تحت 40 سنة – من 23.3 إلى 20 في المائة. البروفسور فريدناند دودنهوفر، من معهد «كار»، فسر جاذبية السيارات السريعة للمسنين الألمان على أساس تحسن تقنيات حفظ الحياة والأمن في السيارات عموما، وفي السيارات السريعة أيضا، والتوجهات الواضحة في صناعة السيارات السريعة نحو التقنيات الرؤوفة بالبيئة.