جدة ثمانينية تحصل على إجازة ممارسة المحاماة في فرنسا

درست في جامعتي تولوز وبرشلونة وحققت حلما زرعه فيها زوجها الراحل

TT

حصلت لاجئة إسبانية في فرنسا، تبلغ من العمر 84 سنة، على رخصة ممارسة المحاماة بعدما التحقت بالجامعة ودرست الحقوق في سن متأخرة. وأدت المرأة، واسمها لويز ديل بوستو، قَسَم ممارسة المهنة أمام محكمة الاستئناف في مدينة تولوز، جنوب غربي فرنسا، أمس، وقالت للصحافة إنها تحلم بأن تترافع في قضية مدنية أو جزائية وتكسبها.

المحامية «الناشئة» التي خرج مماثلوها على المعاش، هي من مواليد مدينة برشلونة بشمال شرقي إسبانيا، عام 1928. وهربت من الحرب الأهلية التي اشتعلت في البلاد ووصلت الحدود الفرنسية مشيا على الأقدام، تحت القصف، عندما كانت في الحادية عشرة من العمر. وبعد عدة سنوات أمضتها في معسكر للمهاجرين، انتقلت إلى جنوب فرنسا. وذكرت أن زوجها المتوفى كان أول من شجعها على دراسة القانون بعدما لاحظ انخراطها في عدة جمعيات محلية للدفاع عن حقوق المستهلكين وربات البيوت. وأضافت: «لقد قال لي: إذا كنت تحبين القانون فتعلميه على أصوله». وها هي قد التزمت بنصيحته بعد رحيله.

اللاجئة الإسبانية كانت قد رزقت بولدين في فرنسا، وعملت خلال حياتها في الكثير من المهن، كمستكتبة (كاتبة طابعة) وبائعة في مخزن وقاطفة أعناب. ومع أنها لم تكن قد حصلت على شهادة الدراسة الثانوية، بعد، فإنها مضت تدرس وتعوض ما فاتها، حتى نالت شهادة الحقوق من جامعة تولوز حيث تخصصت في القانونين الخاص ثم الاجتماعي، كذلك حصلت، بموازاة ذلك، على شهادة في القانون من جامعة برشلونة وصارت محامية غير ممارسة.

حاليا، تتدرب المحامية المجازة، حديثا، في مكتب للمحاماة في تولوز لمدة 3 أشهر. وذهبت حال حصولها على الإجازة إلى قبر زوجها لتضع باقة من الورد عليه، قائلة: «أردت أن أشكره على تشجيعه لي»، موضحة أنه كان مهاجرا إسبانيا مثلها وناضل في صفوف المقاومة الفرنسية خلال الحرب العالمية الثانية ووقع أسيرا في يد الألمان.