شركة تأمين صحي ألمانية تحاول دفع مرضى لإلغاء تأمينهم

لأن كلفة تأمينهم عالية

TT

وجه برنامج «فرونتال 21»، الذي تبثه القناة الثانية في التلفزيون الألماني، تهمة خطيرة إلى إحدى كبرى شركات التأمين الصحي الألمانية. وجاء في البرنامج المطول، الذي عرض مساء الأربعاء، أن الشركة «شنت حملة مكالمات هاتفية» على المرضى، الذين يرهقها تأمينهم ماليا، بهدف قسرهم على الانتقال إلى شركات أخرى.

تابع البرنامج حملة المكالمات الهاتفية التي أجراها موظفو الشركة خلال الأشهر الأخيرة، كما اعتمد على المحاضر المكتوبة لهذه المكالمات. وظهر من خلال ذلك أن الشركة حاولت «تطفيش» مئات المرضى الذين يعانون من أمراض مزمنة وخطيرة، بهدف التخلص من أعبائهم المالية. وعرض التلفزيون مقابلات مع عدد من مرضى، قالوا إنهم تلقوا مثل هذه المكالمات، بينهم مريض بـ«الإيدز»، وامرأة عمياء، وأخرى تعاني من مرض السكري وافقت على تبديل شركة التأمين.

الشاهدة الأساسية في البرنامج كانت ممرضة متقاعدة من مدينة كولون، في غرب ألمانيا، قالت إنها بكت تحت ضغط المكالمات الهاتفية، ووافقت على تغيير شركة التأمين. وكانت المرأة قد عملت ثلاثين سنة في مهنة التمريض قبل أن تصاب بجلطة قلبية، ثم بسكتة دماغية، أقعدتاها عن العمل. وشملت حملة المكالمات مرضى يعانون من أمراض خطيرة، ويكلف علاج كل منهم مئات الآلاف من اليوروات سنويا.

هذا، ووصف بيتر شار، مفوض البرلمان الألماني لشؤون حماية المعطيات الشخصية، تصرفات الشركة التي تعد من كبرى شركات التأمين في أوروبا بـ«الفضائحية»، وقال إنه لا يجوز دفع الناس دفعا لإلغاء تأمينهم الصحي، أو تبديل الشركة، بسبب ارتفاع تكاليف تأمينهم. وإذ طالبت وزارة الصحة الألمانية الشركة بإيضاح موقفها من التهم الموجهة إليها، اعترفت الشركة بحملة المكالمات لكنها نفت الضغط على المرضى بهدف دفعهم للاستقالة. وقال ناطق باسم الشركة إن الهدف من المكالمات «كان الضغط على المرضى من أجل دفع المبالغ المتراكمة عليهم».